انبطح أرضا، ومُرّغ وجهه بالتراب حوالى عشر دقائق لم يتمكن خلالها من رفع رأسه ... انه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر، الذي نجا من الموت، بعدما استهدفته نيران المقاومة خلال تفقده امس، مع مجموعة كندية، منطقة محاذية لقطاع غزة، ما ادى الى اصابة مدير مكتبه، في هجوم تبنته حركة حماس وفصيل آخر يعلن عنه للمرة الاولى. وكان ديختر يرافق وفدا من «اللجنة الكندية الإسرائيلية» في زيارة لكيبوتز «نير عام» المحاذي لشمالي القطاع، بالقرب من مستوطنة سديروت. وقال ديختر «لا اعلم لماذا، ولكن قبل ان ابدأ بالتحدث، ربما لانهم سياح، قلت لهم انه اذا أُطلقت نيران يتعين عليهم ان ينبطحوا ارضا، وإن الجيش الاسرائيلي هنا وسيحمينا. وفجأة فتح الفلسطينيون النار. أعتقد انه كان قناصا» مضيفا «رأيت على الفور انهم يطلقون النار علينا. صرخت في الحضور لكي ينبطحوا، وكانوا مطيعين وانبطحوا جميعا. رد الجيش الاسرائيلي على مصادر إطلاق النار. استمر الامر حوالى عشر دقائق، لم يكن بإمكاننا خلالها ان نرفع رؤوسنا». وتابع «على بعد حوالى 20 مترا مني، سمعت ماتي جيل، مساعدي، وهو يصرخ. أدركت انه اصيب» ( في الصورة : مدير مكتب ديختر يقع أرضاً بعد إصابته برصاص المقاومة على الحدود مع غزة أمس (عن جيروزاليم بوست) وأضاف ديختر موضحا «يتعين القول إن الكنديين تصرفوا كأنهم يتعرضون لاطلاق النار بشكل معتاد كل يوم في كندا. انبطحوا جميعهم على الارض في انتظار الأوامر للركض إلى أقرب ساتر». وشدد ديختر على أنه يعتقد أن الفلسطينيين لم يستهدفوه شخصيا، وانما أرادوا إصابة الوفد الكندي. وقال جيل، من جهته، «لا شك ان حياتي قد أنقذت. مهما يحصل، سأتغلب عليه. أشعر بالالم، لكن الامر سينتهي» فيما اشار نائب مدير مستشفى بارزيلاي في عسقلان الدكتور إميل هاي الى أن جيل في حالة مستقرة بعد إصابته في أسفل البطن والحوض. أما رئيس «اللجنة الكندية الإسرائيلية» موشيه رونين، فروى ان «جهاز الحماية المرافق للوزير ديختر ابلغنا ان ننبطح ارضا، ودُفعنا، الوزير وأنا، إلى الارض ورأسانا في الرمال ولم نتحرك حوالى عشر دقائق» معتبرا ان «عدم اصابة او مقتل احد في مجموعتنا يعتبر معجزة». أضاف انه بات لديهم الآن «فهم أكثر وضوحا» للوضع الذي يواجهه الإسرائيليون في محاذاة القطاع. وكان صاروخ أطلقته المقاومة من غزة في آذار الماضي، قد سقط بالقرب من منزل ديختر في عسقلان. وفي شباط الماضي ايضا، اصيب أحد حراسه الشخصيين بشظية من صاروخ، خلال زيارة لسديروت. المقاومة في المقابل، تبنت العملية «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحماس ومنظمة فلسطينية يعلن عنها للمرة الاولى تدعى «كتائب حماة الاقصى». وأعلن الفصيلان، في بيان مشترك، «تمكن جهاز الرصد في كتائب القسام وكتائب حماة الأقصى من رصد تحركات صهيونية تحضيرية لزيارة هذا الوزير، وتم بالفعل وصول الوزير الصهيوني مع الوفد، فقام مجاهدونا على الفور بإطلاق النار بشكل كثيف من سلاح رشاش متوسط». أضاف البيان ان «هذه العملية تأتي ردا على جرائم الاحتلال الصهيوني المتواصلة ومحرقته في قطاع غزة وردا على الحصار الصهيوني الظالم». وقال المتحدث باسم كتائب القسام ابو عبيدة «ان قناصا اطلق النار على مجموعة من الاسرائيليين، بينهم الوزير ديختر» مشددا على ان «العملية استهدفت الوزير نفسه». ووزعت حماس شريط فيديو يظهر فيه مسلحون يطلقون النار من بنادق آلية على برج مراقبة للاحتلال، وباتجاه مجموعة من الأشخاص تقف الى جانب حافلة سياحية وسيارات، بالقرب من السياج الحدودي بين غزة وإسرائيل. وبعد العملية، توغلت قوة إسرائيلية شرقي مخيم البريج وسط القطاع، واشتبكت مع مقاومين، ما أدى إلى إصابة امرأة. من جهته، قال رئيس الأركان الإسرائيلي غابي اشكنازي إن «الهجوم على غزة يحتاج إلى قرار من قبل الجهات السياسية المختصة لتنفيذه مباشرة». الإضراب في غضون ذلك، هددت نقابة عمال القطاع العام في الأراضي الفلسطينية، المضربة عن العمل مطالبة بزيادة الأجور، «بانتفاضة» ضد حكومة رئيس الوزراء في الضفة الغربية سلام فياض، بعدما قال انه سيقتطع من مرتبات العمال في مقابل كل يوم يضربون فيه عن العمل، وذلك في خروج عن الاعراف السابقة التي كان العمال يتمكنون فيها من الاضراب والحصول على أجورهم بالكامل. وشدد رئيس النقابة بسام زكارنة على ان اجراء فياض غير قانوني، مشيرا الى ان العمال يرفضون التهديد. وقال «سنتخذ أي إجراء تقتضيه الظروف لإرغامه (فياض) على ان يدفع المبالغ المستحقة لنا. فياض يدفعنا نحو القيام بانتفاضة ضد سياساته» مضيفا ان لا بعد سياسيا للإضراب. -------------------- *نقلاً عن صحيفة («السفير اللبنانية»، أب، أ ف ب، - رويترز، يو بي آي)