اتهمت السلطات التايلاندية رئيس الوزراء السابق أبهيسيت فيجاجيفا امس، بإصدار أوامر باستخدام ذخيرة حية، ما أدى إلى سقوط قتلى مدنيين خلال قمع احتجاجات مناهضة للحكومة في أيار (مايو) 2010. ووجهت إدارة التحقيقات الخاصة التابعة لوزارة العدل، والتي تعادل مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) في الولاياتالمتحدة، اتهامات لأبهيسيت ونائبه السابق سوتيب توجسوبان، لدورهما في تلك الأحداث. وقال رئيس الإدارة تاريت بنغديت: «وُجِّهت لهما اتهامات بالسماح لقوات الأمن باستخدام أسلحة وذخيرة حية أدت إلى مقتل مدنيين». وكان أنصار رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا الذي أطاح به انقلاب عام 2006، تظاهروا في بانكوك من آذار (مارس) إلى أيار 2010، مطالبين بتنظيم انتخابات مبكرة. وقُتل اكثر من 90 شخصاً خلال الاحتجاجات. وتشغل ينغلوك شيناواترا، شقيقة تاكسين، رئاسة الوزراء الآن، بعدما هزم حزبها «بويا تاي» (من أجل التايلانديين) الحزب الديموقراطي الذي ينتمي إليه أبهيسيت، في تموز (يوليو) 2011. على صعيد آخر، أُغلقت مئات المدارس في جنوب تايلاند ذي الغالبية المسلمة أمس، بعد هجمات استهدفت معلمين، وذلك للمرة الثانية خلال أسبوع في المنطقة التي تشهد تمرداً منذ 2004. وأعلنت رابطة المعلمين في ناراثيوات، احد ثلاثة أقاليم فرضت فيها حال طوارئ، أنها دعت إلى اغلاق المدارس البالغ عددها 378 في المنطقة ليومين. وقال رئيس الرابطة سانغوان اينتاراط: «نطالب بتدابير أمنية فاعلة للمدرسين». وأشار إلى أن 70 في المئة فقط من المدارس أُغلقت، لأن البقية لم تتبلغ القرار، معلناً إعادة تقويم الوضع بعد إعادة فتحها الاثنين. وكانت شاتسودا نيلسوان (32 سنة) قتلت لدى مغادرتها مدرستها الاثنين الماضي، ليرتفع إلى 155 عدد العاملين في قطاع التعليم الذين قُتلوا، منذ بداية حركة التمرد قبل تسع سنوات. وأُصيب مدرس بالرصاص الثلثاء. ومنذ كانون الثاني (يناير) 2004، أدت حركة التمرد إلى سقوط حوالى 5300 قتيل بين بوذيين ومسلمين، في منطقة كانت تابعة لماليزيا حتى مطلع القرن العشرين، وتكافح فيها مجموعات متمردة ضد هيمنة بانكوك. واستهدف المتمردون المدرسين دوماً، معتبرين انهم جزء من السلطة المركزية وأداة في يد بانكوك، لفرض الثقافة البوذية في الجنوب المسلم. وأُغلقت نحو 300 مدرسة أياماً الأسبوع الماضي، في إقليم باتاني المجاور، بسبب الخطر الذي يتعرض إليه المدرسون. ولا ينتمي المتمردون إلى حركة جهادية، لكنهم يحتجون على ما يعتبرونه تمييزاً في حق السكان المتحدرين من إتنية المالا والمسلمين في بلد يشكل البوذيون غالبية سكانه.