سخرت إيران أمس، من نفي الولاياتالمتحدة «اصطياد» إحدى طائراتها الاستطلاعية، خلال تنفيذها «مهمة تجسس» في الأجواء الايرانية. وأكدت طهران امتلاكها «أدلة تثبت» إنزال الطائرة، معلنة «استحواذها» على المعطيات التي سجّلتها، كما هددت ب «كشف مسائل مُحرجة» لواشنطن. واقترح الناطق باسم «الحرس الثوري» الجنرال رمضان شريف على الأميركيين أن «يعيدوا بدقة، تعداد طائراتهم من دون طيار»، مضيفاً: «لا يريد الأميركيون الإقرار بنكساتهم، لكنهم سيُضطرون إلى الاعتراف، عاجلاً أم آجلاً، بخسارتهم طائرة من دون طيار. وإن دعت الضرورة، سننشر معلومات أخرى حول أسر الطائرة»، وهي من طراز «سكان إيغل». وأشار إلى أن الطائرة الأميركية «كانت تجمع معلومات استخباراتية حول مواقع عسكرية ونشاط مصافٍ نفطية» إيرانية، حين وقعت «في الأسر مع حد أدنى من الأضرار». وزاد: «استحوذنا على كلّ المعطيات التي سجّلتها الطائرة، وتُظهر نوع المعلومات التي يبحث عنها الأميركيون الذين لن يستطيعوا بسهولة دحض أسر الطائرة». واعتبر شريف أن طائرة «سكان إيغل مهمة جداً لأميركا، ولذلك لا تريد أن تتكبد فشلاً آخر»، وهدد ب «كشف مسائل تُحرج الولاياتالمتحدة، عند الحاجة»، معتبراً أن الأخيرة تصرّفت «في شكل مشابه» حين أعلنت طهران إنزال طائرة أميركية من دون طيار من طراز «آر كيو - 170 سنتينل»، في 4 كانون الأول (ديسمبر) 2011. أما إسماعيل كوثري، رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، فأكد امتلاك بلاده «مواد تثبت أن الطائرة من دون طيار التي اقتنصناها، تعود إلى الولاياتالمتحدة، وأُطلقت من سفينة حربية. ولا خيار أمام الأميركيين سوى تأكيد فقدانهم إحدى طائراتهم من دون طيار». وأشار إلى أن بلاده ستعلن مزيداً من المعلومات عن الطائرة قريباً، رافضاً إمكان أن تكون الطائرة ملكاً لدول في الخليج تملك طائرات من الطراز نفسه. وزاد ان «دولة الإمارات لا تجرؤ على تنفيذ نشاطات مشابهة ضدنا، ولدينا أدلة كافية تثبت أن (الطائرة) أميركية، وربما على القادة (العسكريين) الأميركيين أن يعيدوا تعداد طائراتهم من دون طيار». وأشار كوثري إلى أن «الأميركيين كثفوا نشاطات التجسس، بينها رصد مفاعل بوشهر النووي، ومرفأ بندر عباس ومنشآت نفطٍ وموانئ تصدير». وأعلن 250 نائباً إيرانياً «شكرهم وتقديرهم» ل «الحرس الثوري»، بعد «اصطياده طائرة التجسس الأميركية من دون طيار»، فيما اعتبر قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس) الجنرال محمد رضا نقدي أن «انتهاك الطائرة الأجواء الإيرانية، كشف المزاعم الكاذبة والنزعة الهمجية والماكرة لدى المسؤولين الأميركيين». وكان البيت الأبيض أعلن انه «لا يملك أي دليل على صحة المزاعم الإيرانية» باقتناص الطائرة. في غضون ذلك، اعتبر رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أن بلاده «أصبحت قوة ذات مكانة، لا يمكن لأي قوة عالمية تجاهل دورها في المنطقة»، وزاد: «تشهد المنطقة ظاهرة جديدة في مسيرة مناهضة الاستعمار خلال العقدين الماضيين، هي المثلث الماسي المؤلف من إيران و حزب الله والمقاومة الفلسطينية والذي أصبح رأس حربة النضال ضد استعمار الشعوب المسلمة... أن هذا المثلث سيهزم الكيان الصهيوني، على رغم مؤامرات قوى الاستكبار وعملائهم في المنطقة». إلى ذلك، تحدث موقع «صراط نيوز» المحسوب على التيار الأصولي في ايران، عن بدء «مشروع شرير لكردستان الكبرى»، معتبراً أن «تأسيس دولة كردستان المستقلة هو أحدى رغبات قوى الغطرسة منذ فترة طويلة، وعلى هذا الأساس ووفقاً لخطة أميركا للشرق الأوسط، سيُعترف بالمناطق الكردية في إيران والعراق وتركيا، بوصفها بلداناً مستقلة».