ناشدت ندوة "الوسطية.. منهج رباني ومطلب إنساني" التي نظمها كرسي الإمام محمد بن عبدالوهاب للوسطية ودراساتها بالجامعة الإسلامية برعاية أمير منطقة المدينةالمنورة عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز المجتمعات الإسلامية، بالإفادة من استمرار المملكة على المنهج الوسطي لتنعم بالأمن والاستقرار، وتقف أمام التحديات المختلفة، موصية بالعمل على وضع خطوط عامّة لضوابط التَّجديد لئلاَّ يبقى الصّراع محتدماً بين أنصار التُّراث وأنصار المعاصرة، وتبقى طروحاتُهم غائمةً، أو متناقضةً. كما أوصت باستنكار ما يُنسب إلى الإسلام والمسلمين من تُهم وافتراءات كالعُنف والغلوّ، والإرهاب، وانتهاك حقوق الإنسان، واستنكارِ ما تتعرَّض له المملكةُ من حمْلات إعلاميَّة ظالمة بهدف تشويه صورتها، وزعزعة مكانتها في نفوس المسلمين، وهي الَّتي تتبنَّى الدَّعوةَ إلى الإسلام عقيدةً ومنهجَ حياة، وتُعْنَى بشؤون المسلمين في كلِّ مكان. ودعت الدُّعاةَ والقائمين على الإعلام والكُتَّاب إلى الرَّدِّ على هذه الحمْلات، والكشْفِ عن أسبابها. وأوصت الندوة التي شارك فيها 24 باحثاً وباحثةً واختتمت اليوم العلماء الدُّعاةَ والتَّربويِّين بالعناية بمسألة التَّكْفير الَّتي لا يَتَجَلَّى الحقّ فيها إِلَّا بموافقة النُّصوص وكلام أهل العِلْم مشيرة إلى أن رسائلُ أئمَّة الدَّعوة زاخرةٌ بالكلام عن تقرير أَمْر التَّكْفير حيث أنه لابُد للتكْفير من ثبوت الشروط، ومن انتفاء الموانع، فلا يحكَم فيه بالظّنون والأهواء، كما أن التَّسرع في التكفير يترتب عليه أُمور خطيرة من استحلال الدَّم والمال، ومَنْع التَّوارث، وفَسْخ النكاح، وغيره ممَّا يترتب على الردَّة. وأجمع المشاركون في الندوة على ضرورة دعوة العلماء والمربِّين والإعلاميِّين وطلبة العِلم إلى فتح باب الحوار والمناقشة لتحرير الأفكار من تبعية حَمْلات التشويه والتضليل. ودعت إلى أن يفتحَ الأدب الإسلامي صدرَه لكل جديد، ويشرِع أبوابه لجميع الثقافات والمعارف خاصة أن الوسطية لا تعادي الجديد، ولا تقِف ضد الإبداع مادام أنهما لا يتعارضان مع ثابت قطعي من ثوابت العقيدة الإسلاميَّة وناشدت الأندية الأدبيَّة، ومراكز الشَّباب، والأندية الرياضيَّة، بضرورة نَشرِ الوسطية في العبادات والمعاملات بين الشَّباب بوسائلها المختلفة وذلك بأن تسْتقطب لهم رجال الأدب والتَّربية والاجتماع والإعلام ليضعوا لهم برامج إعلاميّة إرشادية تثقيفية ذات بعد متواصل ويكون أثرها في المنظور البعيد. وجاء في توصيات الندوة الدعوة إلى تحرير منهج الوسطية، وبيان أهميته في استقامة أمور الأمة من التفرق وتعدد المشارب، وإبطال دعاوى المدعين بالانتساب إليه، وتتبع مسائل أُصول الفقه، ودراستها، وإظهار الأقوال المعتدلة الحسنة التي تجتمع النصوص على اعتدالها وحسنها ، والعناية بقطاع الشباب لإنقاذهم من التغريب والعولمة، ومن نزعات الشك، وزعزعة الثوابت واليقينيات، ومن المجون والإباحية، والاستهتار بالأديان. وفي محور: منهج القُرآن والسنَّة في تقريرِ الوسطية، والدعوةِ إليها. وأكدت الندوة على الدُّعاةِ والموجهين والمربِّين الالتزامَ بمنهج القرآن والسنة في تقرير الوسطية، والدَّعوةِ إليها، و أن يكونوا قدوةً حسنةً في اتباع منهج الوسطيَّة في السلوك والأفعال والأقوال، وذلك بتحقيقهم المقاصدَ الشرعية للوسطيَّةِ؛ ، كما دعتهم إلى ملاحظة حقيقة أن التَّكليف الشرعي بالوَسَطيَّة وما يَستلزمه تحقيقُها في الأُمَّة، ليس على درجةٍ واحدة، أو شكل واحد من أشكال التَّكليف، بل هو تكليفٌ له درجات وأشكالٌ عديدة، تُستنبط من طبيعة التَّكاليف العينيَّة والكفائية وحقيقتهما. وحثت الندوة على عقد الدَّورات والنَّدوات وورش العمل في فقْه وَسَطيَّة الإسلام والدَّعوة إليه، والخطوات التِّي ينبغي للدَّاعية الوقوف عليها، لتَحْقيق الوسطيَّة المطلوبة. وفي محور: وسطية الدعوة الإصلاحية المملكة العربية السعودية أُنموذجًا، أوصت الندوة بالاهتمام بنشر تُراث السَّلف الصَّالح، في سائر بلاد المسلمين وعلى مختلف المستويات الثَّقافية، ونَشر الرسائل والمؤلَّفات الحديثة المختارة التي توضح عقيدة أهل السنَّة والجماعة، ووسطيّة معتقدهم ومنهجهم، ومغالطةَ كثيرٍ من الباحثين الذين يُلْصقون الغُلو والتطرف ولُغة التَّكفير بالمنهج السلفي الوسطي على امتداد تأريخه.