أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن أن استخدام سورية أسلحة كيماوية سيؤدي إلى رد فعل «فوري» من الأسرة الدولية. وقال راسموسن قبل اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف الأطلسي في بروكسيل إن «أي استخدام لأسلحة كيماوية لن يكون مقبولاً على الإطلاق بالنسبة للأسرة الدولية. أتوقع رد فعل فوري من الأسرة الدولية» في هذه الحالة»، مضيفاً أن التهديد بالأسلحة الكيماوية يجعل من الضروري على الحلف إرسال صواريخ باتريوت إلى تركيا. وقال راسموسن للصحافيين في مستهل اجتماع لوزراء خارجية الحلف: «مخزونات سورية من الأسلحة الكيماوية مبعث قلق. نعلم أن سورية تملك صواريخ... نعلم أن لديها أسلحة كيماوية وبالطبع لا بد من إدراج ذلك ضمن حساباتنا». ومضى يقول: «هذا سبب أيضاً يجعل ضمان فاعلية الدفاع عن حليفتنا تركيا وحمايتها أمراً ملحاً». وتابع: «الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيماوية سيكون غير مقبول تماماً بالنسبة للمجتمع الدولي أجمع». وكان راسموسن يكرر تحذيرات أميركية من أن أي محاولة من الحكومة السورية لاستخدام الأسلحة الكيماوية ضد مقاتلي المعارضة سيكون «خطاً أحمر» يدفع الولاياتالمتحدة إلى اتخاذ إجراء. وقالت سورية إنها لن تستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبها. وأكد مسؤول أميركي أن دمشق تقوم بخلط المكونات الضرورية لاستخدام غاز السارين الشديد السمية الذي يؤدي إلى الشلل التام ثم الوفاة. وأضاف ليل الاثنين -الثلثاء أن «عدداً من المؤشرات يحملنا على الاعتقاد أنهم يقومون بتجميع المكونات الكيماوية» وغاز السارين يسبب شللاً تاماً ثم الموت. وعناصره الكيماوية مخزنة عموماً في شكل منفصل لتفادي أي حادث. وأن مزجها يمكن بالتالي أن يشكل مرحلة نحو استخدام الغاز كسلاح ويكفي لاحقاً وضعه في صاروخ وقذيفة أو قنبلة. وبحسب مسؤول لم يكشف عن هويته أورده المدون المتخصص دانجر روم، فإن السوريين «يقتربون مما يكفي لشحنه على متن طائرة وإلقائه»، لكن كميات العناصر الممزوجة «متواضعة». وكررت باريس أمس تحذيرات «الأطلسي». وأعلنت الخارجية الفرنسية أن استخدام سورية أسلحتها الكيماوية سيؤدي إلى «رد فعل» من الأسرة الدولية. وقال فنسان فلورياني مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية إن «أي استخدام لهذه الأسلحة الكيماوية من قبل (الرئيس السوري) بشار الأسد لن يكون مقبولاً».وأضاف أن «على المسؤولين السوريين أن يعرفوا أن الأسرة الدولية تراقبهم ولن تبقى من دون رد فعل إذا ما استخدموا أسلحتهم». وأعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية: «نجري مشاورات وثيقة مع شركائنا للحؤول دون أي استخدام لهذه الأسلحة إذا ما أراد النظام أو آخرون استخدامها». كما حذر وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي دمشق من مغبة اللجوء إلى استخدام الأسلحة الكيماوية، معتبراً ذلك «غير مقبول على الإطلاق». وقال الوزير: «لا يمكنني إلا أن أحذر النظام السوري: إن استخدام الأسلحة الكيماوية سيكون غير مقبول على الإطلاق». وأضاف: «على الذين تخطر لهم مثل هذه الأفكار أن يعرفوا أن العالم سيحاسبهم. نطالب بالوقف الفوري لأعمال العنف في سورية ونقل السلطة إلى مؤسسات انتقالية». بدوره أعلن وزير خارجية الأردن ناصر جودة أن استخدام الأسلحة الكيماوية في النزاع بسورية «سيغير المعطيات» وسيؤدي حتماً إلى تدخل دولي. وقال جودة في واشنطن إن «النظام (السوري) يعرف جيداً أن الأسرة الدولية لن تقبل باستخدام هذه الأسلحة في سيناريوات مختلفة إن من قبل النظام ضد شعبه أو ضد دول مجاورة، أو إذا وقعت هذه الأسلحة بين أياد شريرة». ورأى جودة أن «كل ما يقسم الأسرة الدولية للقيام بعمل مشترك سيتغير بالتأكيد في حال استخدام أسلحة كيماوية». وقال: «في هذه الحال لن يفكر أحد مرتين من أجل الاتفاق والتحرك فوراً». وفي بكين، قال هونغ لي الناطق باسم الخارجية الصينية في إفادة صحافية يومية: «تدافع الصين دوماً عن الحظر الكامل والقضاء على كل أسلحة الدمار الشامل. نعارض تطوير واستخدام الأسلحة الكيماوية. ونأمل أيضاً أن تحترم كل الأطراف المواثيق الدولية في شأن حظر الأسلحة الكيماوية». وحالت الصين دون اتخاذ مجلس الأمن الدولي إجراءات أكثر صرامة ضد حكومة الأسد وفرض عقوبات أشد عليها.