اعتبر رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط أن القرار بقبول دولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة بصفة مراقب «من شأنه أن يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح ويتيح للفلسطينيين متابعة النضال لقيام دولتهم المستقلة بعيداً عن الشعارات الطنانة الفارغة التي قالت بها أنظمة الممانعة». وأكد أنه «آن الأوان للشعب الفلسطيني أن يخرج من سندان آلة الإرهاب الصهيونية ومطرقة بعض التنظيمات الإرهابية التي التحقت بأنظمة الممانعة واستخدمت من قبلها لأهداف هي أبعد ما تكون عن تحرير فلسطين واغتالت شخصيات ورموزاً وطنية من أمثال صلاح خلف (أبو إياد) وهايل عبد الحميد (أبو الهول) وعصام السرطاوي وسواهم من المناضلين الفلسطينيين فضلاً عن العشرات من العمليات الإرهابية في عدد من العواصم والمطارات حول العالم». وقال في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن «الحزب التقدمي الاشتراكي» يُنشر اليوم إن «المجتمع الدولي خطا أخيراً خطوة تاريخية غير مسبوقة إلى الأمام، واسقط التصويت النظريات الصهيونية التي لطالما تنكرّت حتى لوجود الشعب الفلسطيني تحت شعار أنها أتت إلى أرض بلا شعب، وأثبت أن هناك شعباً فلسطينياً يتمتع بحقوق وطنية سُلخت منه لسنوات طويلة. هذا الإقرار الدولي، باستثناء الفيتو الأميركي الحاضر دائماً للدفاع عن إسرائيل ومصالحها بسبب ضغوط اللوبي الصهيوني، وباستثناء الامتناع عن التصويت من بعض الدول الكبرى الأخرى، أنتج منعطفاً جديداً في الصراع العربي- الإسرائيلي». واعتبر أن «هذا القرار التاريخي الذي جسّد حلم الرمز الوطني الفلسطيني ياسر عرفات، جاء ليؤكد أن كل المغامرات والحروب العسكرية الإسرائيلية التي هدفت إلى تطويع الشعب الفلسطيني أثبتت عقمها وأنه لا مفر من حل الدولتين، وهو يتقاطع أيضاً مع رغبة مؤيدي السلام في إسرائيل وفي مقدمتهم المفكر الكبير يوري أفنيري الذي لطالما ناضل في سبيل السلام والتعايش وكتب في هذا الاتجاه وآخر ما كتبه شكل احتفاء يوازي الاحتفال الفلسطيني بما تحقق من مكسب سياسي وقانوني وتاريخي كبير»، وامل ان يؤسس القرار «لتكريس وتعزيز المصالحة الفلسطينية الداخلية والخروج من حال الانقسام السابق بهدف رسم رؤية موحدة لكيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة». وفي السياق، أبرق جنبلاط إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مهنئاً. وقال انه «أمام هذا التطور التاريخي وانطلاقاً من الحقوق الوطنية الفلسطينية الثابتة فإن المواجهة مع العدو ستكون ومن الآن بشكل مباشر أمام المحاكم الدولية إلى أن يتحرك مجلس الأمن لوقف الاستيطان والعدوان». وكان جنبلاط جال على عدد من المرجعيات الروحية لطائفة الموحدين الدروز في منطقتي عاليه والمتن. واستعرض الأوضاع الداخلية و«الجهود التي تُبذل لحفظ الاستقرار، وحماية السلم الأهلي، ودرء الفتنة». وأعلنت مفوضيّة الإعلام في «الحزب التقدمي الاشتراكي» أمس عن تحوّل جريدة «الأنباء» الأسبوعيّة إلى جريدة إلكترونيّة بدءاً من مطلع عام 2013، وتوّقف طبعتها الورقيّة بدءاً من اليوم.