رأى رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» اللبناني وليد جنبلاط «أن الآفاق المسدودة على المستوى الاقليمي والعربي تتوزع على أكثر من صعيد». واعتبر «أن كل التوقعات بحصول تسوية حقيقية للصراع العربي - الاسرائيلي هي مجرد أوهام لن تشق طريقها الى حيز التنفيذ الفعلي في ضوء السياسات العدوانية والتوسعية الاسرائيلية، وهذا ليس جديداً على إسرائيل التي لطالما حققت مشاريعها الصهيونية على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة». وتوقف جنبلاط في موقفه الاسبوعي لجريدة «الانباء» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر اليوم عند «المباراة الرياضية التي كادت تشعل حرباً بين شعبين لكل منهما نضالاته الوطنية والقومية العريقة لتحقيق الاستقلال والحرية»، وسأل: «هل نذكر بثورة أحمد عرابي ونضال سعد زغلول ومكرم عبيد وصولاً الى ثورة الضباط الاحرار بقيادة الرئيس التاريخي جمال عبد الناصر في مواجهة الاستعمار وتوقاً الى الحرية والاستقلال؟ وهل نذكر بالنضال الكبير لكل فئات الشعب المصري في مواجهة الاحتلال البريطاني والتضحيات الكبرى التي بذلها في سبيل التحرر والعيش بكرامة وعزة؟ وهل نذكر أيضاً بثورة المليون شهيد في الجزائر في مواجهة الاحتلال الفرنسي والتي حررت الارض بالدم والكفاح والمقاومة؟». ورأى ان «لو لم تكن آفاق العالم العربي برمتها مسدودة في التنمية والتغذية والتعليم والطبابة والصحة لما كانت حال العالم العربي اليوم وصلت الى هذا المستوى من التراجع»، مستشهداً بتقرير التنمية الانسانية العربية للعام 2009 الصادر عن برنامج الاممالمتحدة الانمائي الذي يورد «تقديرات بوجود نحو 65 مليون عربي يعيشون في حال الفقر، وأن معدل البطالة الاجمالي في الدول العربية بلغ 14.4 في المئة في العام 2005»، لافتاً الى ان «هذه مؤشرات خطيرة تدل على مستوى التراجع الكبير الذي يمر به العالم العربي اليوم. فالتقرير عينه يؤكد تزايد نسبة الجوع وسوء التغذية بين شعوب الدول العربية، ويشير كذلك الى انخفاض إنتاج محاصيل الحبوب في شكل كبير في عدد من الدول العربية، ويتحدث أيضاً عن تفشي مرض الملاريا في الدول العربية الاقل نمواً». وسأل: «أي مستقبل ينتظر العالم العربي؟ وماذا يتوقع الشباب العرب من هذه الاحوال السيئة في الكثير من البلدان العربية؟ وهل يجوز الاستمرار في طلب الهجرة هروباً من هذا الواقع الأليم بدلاً من البحث في سبل التمسك بالارض والانخراط في المشاريع التنموية المحلية؟ وما الذي يمنع إطلاق خطط إنمائية تطاول مجالات الصحة والتعليم ومكافحة الفقر والجوع ومحاربة التصحر ومعالجة مشاكل تلوث المياه، حيث يفيد التقرير بأنه في المستقبل المنظور سيعاني معظم سكان المنطقة العربية من شح المياه؟ وما الذي يحول دون توسيع آفاق التعاون الاقتصادي العربي - العربي بما يتيح تعزيز الاقتصادات العربية وزيادة حجم التبادل التجاري والصناعي والزراعي في ما بينها لتحقيق الاستفادة المتبادلة بدل الاعتماد المفرط على الاسواق الخارجية سواء كان لتأمين الحاجات الغذائية أم لتوفير الحاجات الاستهلاكية الاخرى؟ وهل يجوز أن تبقى معظم الاسواق العربية مجرد أسواق استهلاكية بدل أن تكون منتجة أيضاً؟». وتوقف عند اسرائيل التي «ضربت وتضرب كل يوم عرض الحائط كل المواثيق والاعراف الدولية من خلال إصرارها على التوسع الاستيطاني غير المشروع ومنه أخيراً قرارها بناء 900 وحدة سكنية في القدس. وهذا ليس جديداً على إسرائيل التي لطالما حققت مشاريعها الصهيونية على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة».