عاد من مصر إلى قطاع غزة أمس عبر معبر رفح الحدودي 11 ناشطاً فتحاوياً مع أفراد عائلاتهم، في بادرة حسن نية من حركة «حماس» لاقت رضى حركة «فتح» واستحسان الشارع الفلسطيني. وعبَّر العائدون بعد غياب قسري منذ العام 2007، عن فرحتهم بالعودة إلى أرض الوطن، وأعربوا عن أملهم في عودة غيرهم من نشطاء الحركة وكوادرها. ووصفوا عودتهم بأنها خطوة في اتجاه إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة. وكان حوالى 400 من قيادات وكوادر «فتح» ونشطائها فروا من القطاع في أعقاب اقتتال مسلح مع حركة «حماس» أدى في 14 حزيران (يونيو) إلى سيطرة الحركة على القطاع. ويقيم نحو 190 ناشطاً منهم في مصر، فيما يقيم حوالي 70 غيرهم في دول عربية مثل اليمن والجزائر والإمارات وعدد من الدول الاوروبية كما يقيم نحو 150 في الضفة الغربية، بخاصة في رام الله. وقال مصدر في حركة «فتح» ل»الحياة» إن «عودة كوادر فتح جاءت ثمرةَ جهود كبيرة بذلها القيادي في حماس الأسير المحرر في صفقة تبادل الأسر العام الماضي روحي مشتهى». وأضاف المصدر أن «مشتهى أمضى الأيام الثلاثة الأخيرة في القاهرة من أجل إنجاز هذه المهمة التي تكللت بالنجاح». وأعرب عن أمله في عودة كل نشطاء الحركة الذين أبعدوا قسرياً عن القطاع في أعقاب الانقسام. وكانت الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في غزة قررت قبل نحو عشرة أيام العفو عن المتهمين في قضايا تتعلق بالانقسام، بعدما سادت أجواء من الوحدة السياسية والميدانية إبان الحرب العدوانية الأخيرة على القطاع التي بدأت في 14 الشهر الماضي ودامت ثمانية أيام. ووصف مسؤول العلاقات الوطنية في الهيئة القيادية العليا لحركة «فتح» في قطاع غزة عاطف أبو سيف ل «الحياة»، هذه الخطوة بأنها «مهمة لتهيئة الأجواء لإنهاء الانقسام». وعبر أبو سيف عن أمله في أن تكون عودة النشطاء «خطوة أولى على طريق إنهاء جميع الملفات العالقة». واعتبر أن «وجود كوادر فتح خارج القطاع هو أحد نتائج الانقسام وليسوا سبباً فيه». وشدد على أن «إنهاء الانقسام وتبعاته وآثاره وتحقيق المصالحة يتطلب إنهاء ملف الاعتقال السياسي، وعودة كوادر فتح من الخارج، والحريات العامة». ورأى أبو سيف أنه «في حال كانت عودة الكوادر مقدمة لإنهاء الملفات الثلاثة، فإنها ستكون خطوة في الاتجاه الصحيح».