تصاعدت حدة التوتر بين حركتي «فتح» و»حماس» وارتفعت نبرة الهجوم الاعلامي بين الطرفين والاتهامات المتبادلة بالتنصل من المصالحة وتنفيذ أجندات اقليمية. وأكدت «حماس» أمس رفضها التحاور مع «فتح» قبل إطلاق معتقليها في سجون الضفة الغربية، فيما أعلنت الأخيرة أنها تتجه نحو تغيير استراتيجيتها تجاه «حماس» والمصالحة. ويأتي تصعيد «حماس» ضد «فتح» على خلفية استمرار السلطة الفلسطينية في اعتقال عدد من ناشطي الأولى في سجن أريحا وإضرابهم عن الطعام احتجاجاً على اعتقالهم والمعاملة القاسية التي يواجهونها. وباتت فرص التوصل الى اتفاق أو تفاهمات بين الحركتين، التي تسيطر إحداها على الضفة الغربية والثانية على قطاع غزة، ضئيلة جداً، في أعقاب التصريحات والتراشق الاعلامي. وتبادلت الحركتان، خلال الأيام الماضية الاتهامات بسعي كل طرف لافشال جهود المصالحة، وعدم رغبته في رأب الصدع وانهاء الانقسام. واتهم عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» رئيس وفدها للحوار النائب عزام الأحمد «حماس» بالتنصل من الحوار «خدمة لأجندات اقليمية»، وانها «تحاول أن تجد المبررات لعدم عقد اجتماع جديد بين الحركتين قبل نهاية الشهر الجاري»، وأكد ان حركته «ستنتقل إلى إستراتيجية جديدة للتعامل مع ظاهرة الانقسام الفلسطيني ومع حركة حماس في شكل عام». من جهته اتهم نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق «فتح» بافشال المصالحة، واشار الى «مشكلة داخلية لدى فتح»، ونقل عن الأحمد قوله أن «هناك فريقاً في فتح لا يريد المصالحة». ورفض أبو مرزوق الحوار مع «فتح» في ظل استمرار اعتقال السطة الفلسطينية ناشطين من «حماس» في سجن أريحا مضربين عن الطعام منذ 28 يوماً احتجاجاً على عدم تنفيذ قرار المحكمة العليا بإطلاق سراحهم. ووصف أبو مرزوق ما يجري في حق المعتقلين بأنه «عمل إجرامي لا يمكن السكوت عنه». ورأى أن «هدف الاعتقالات لعناصر حماس في الضفة الغربية الاعتراض على المصالحة». ونفى ان تكون الاعتقالات رداً على اعتقال عناصر من «فتح» في غزة. واتهم القيادي في «حماس» رئيس وفدها لحوار دمشق النائب اسماعيل الأشقر «فتح» بأنها «تنفذ أجندة إسرائيلية أميركية إقليمية غير وطنية وغير أخلاقية وغير إنسانية من خلال جرائمها المتواصلة في حق أبناء وكوادر حركة حماس والمقاومة في الضفة الغربية». وكانت «حماس» و»فتح» استأنفتا الحوار الوطني قبل عدة شهور، واعلنتا تحقيق تقدم في بعض الملفات. غير ان الحوار سرعان ما انهار بسبب الاجراءات المتبادلة التي تقوم بها الحركتان ضد انصار بعضهما البعض في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. واعتبرت «حركة الجهاد الإسلامي» أن «الاعتقال السياسي جريمة وطنية» ودعا القيادي في «الجهاد» الشيخ خالد البطش الرئيس محمود عباس إلى «إصدار تعليماته بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين من أبناء الجهاد وحماس، خصوصاً أولئك المضربين عن الطعام».