توقع الرئيس الإقليمي لمصرف «إتش أس بي سي» سيمون كوبر، أن «تسجل المصارف العاملة في المنطقة العربية نمواً ملحوظاً العام المقبل، على رغم التوقعات بتراجع طفيف في معدلات الناتج المحلي للمنطقة مقارنة بهذه السنة، الذي قفزت خلاله معدلات النمو إلى 5.1 في المئة، بعدما بلغت نحو 3.3 في المئة عام 2011». وعزا كوبر في حديث مع «الحياة»، توقعاته بزيادة معدلات نمو المصارف في المنطقة، إلى «ارتفاع حجم التمويل المتوقع أن تقدمه المصارف للحكومات في المنطقة، لتنفيذ المشاريع الكبرى وتلك المتصلة بالبنية التحتية، إضافة إلى التمويل التجاري الذي ينتعش، نتيجة ازدياد حجم التبادل التجاري بين الدول العربية من جهة وبينها وبين آسيا وأميركا اللاتينية». وأشار كوبر، إلى أن إصدارات التمويل التي رتبها «إتش أس بي سي» في المنطقة خلال هذه السنة، تصل إلى 43.3 بليون دولار، بينها 30.6 بليون دولار إصدارات تقليدية، والبقية إصدارات صكوك». ومن بين أكبر إصدارات الديون التقليدية والصكوك التي شارك في إدارتها المصرف هذه السنة، قرض لسلطة الطيران المدني في الإمارات بقيمة 4 بلايين دولار، وآخر بالقيمة ذاتها لحكومة قطر، فضلاً عن مصلحة هيئة الكهرباء السعودية بقيمة 1.750 بليون دولار، وآخر بقيمة 1.250 بليون دولار لحكومة دبي، إضافة إلى إصدار بقيمة بليون دولار لمصرف قطر الوطني، وبليون دولار لمصرف ابو ظبي الاسلامي. وأكد كوبر، أن حكومة ابو ظبي «اختارت مصرف «إتش أس بي سي»، ليكون «المستشار المالي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية»، لجمع بليوني دولار»، لبدء بناء محطات نووية، إذ تعتزم الإمارات ثالث أكبر بلد مصدر للنفط في العالم بناء أربعة مفاعلات نووية بطاقة تبلغ 5600 ميغاوات، في مسعى إلى تلبية طلب متنامٍ على الطاقة». ولفت إلى أن «انتعاش حركة التمويل، «أشاعت التفاؤل في المنطقة وأحيت رغبة المستثمرين في التوظيف، في ضوء تحول أسواق المال إلى مصدر مهم للتمويل. في وقت تشهد أسس الاقتصاد نمواً قوياً، نتيجة استمرار ارتفاع أسعار النفط، وزيادة الإنفاق الحكومي على مشاريع البنية التحتية». وعن تقويمه للوضع في مصر، رأى كوبر أن «التوتر السياسي الذي تشهده مصر، لم ينعكس سلباً على الديون المعدومة فيها، وسيواصل المصرف البحث عن فرص للاستثمار في مصر وفي الدول العربية الأخرى المتواجد فيها بقوة». وأوضح أن «إتش أس بي سي» وغيره من المصارف الأجنبية العاملة في المنطقة العربية، «لم يعد يتأثر بالقيود المفروضة على المصارف الأجنبية في بعض الدول كما كانت الحال في السابق، لأن تعامل الأفراد والمؤسسات في المنطقة، بات يعتمد في شكل كبير على الخليوي والانترنت، ما أدى إلى عدم حاجة المصارف إلى فتح فروع جديدة». واستبعد كوبر، أن يعقد «إتش أس بي سي»، شراكات رسمية مع مصارف محلية، لكن أشار إلى وجود «تعاون كبير بين المصارف الأجنبية والمحلية في المنطقة، لترتيب التمويل للمشاريع الكبرى في المنطقة».