أعربت الصين عن «قلق بالغ» من إعلان حليفتها كوريا الشمالية نيتها هذا الشهر، إطلاق صاروخ لوضع «قمر اصطناعي» في المدار، فيما هددت اليابان باعتراضه إذا سقط على أراضيها. وكانت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية أفادت السبت بأن الدولة الستالينية تنوي إطلاق الصاروخ، بين 10 و22 من الشهر الجاري. وأشارت اللجنة الكورية للتكنولوجيا الفضائية إلى أنها «حللت الأخطاء المرتكبة خلال عملية الإطلاق التي جرت في نيسان (أبريل)، وحسّنت دقة القمر والصاروخ الناقل له وأنجزت الاستعدادات للإطلاق»، موضحة أن الصاروخ سيضع قمراً اصطناعياً للمراقبة الأرضية في المدار. وشددت اللجنة على أن ذلك «سيُنفذ بتطابق كامل» مع المعاهدات الدولية حول إطلاق الأقمار الاصطناعية. لكن كوريا الجنوبية واليابان والغرب عموماً، ترى في ذلك مجرد اختبار للصواريخ الباليستية الكورية الشمالية. ويتزامن إطلاق الصاروخ مع انتخابات رئاسية في كوريا الجنوبية، في 19 من الشهر الجاري، فيما يستعد الرئيس الأميركي باراك أوباما لبدء ولايته الثانية. وستكون تلك محاولة الإطلاق الثانية، مُنذ تولى كيم جونغ أون زعامة كوريا الشمالية خلفاً لوالده كيم جونغ إيل المتوفى قبل سنة. وأُعلن قرار إطلاق الصاروخ، بعد يوم على لقاء كيم وفداً بارزاً من الحزب الشيوعي الصيني في بيونغيانغ. في طوكيو، عقد رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا ووزيرا الدفاع والخارجية ساتوشي موريموتو وكويتشيرو غيمبا ووزراء معنيون، اجتماعاً، لمناقشة المسألة. ويتجه مسار الإطلاق جنوباً، مثل المحاولة الفاشلة في نيسان الماضي. وكما حدث آنذاك، أعلن نودا أن حكومته ستعترض الصاروخ، إذا خرج عن مساره، إذ قال: «أصدر وزير الدفاع أوامر للاستعداد للاعتراض والدفاع ضد الصواريخ الباليستية، واتخاذ التدابير الضرورية». واعتبر أن إطلاق الصاروخ «يتعارض مع قرارات مجلس الأمن»، داعياً المجتمع الدولي إلى «الرد في شكل حازم». وأعلن ناطق باسم الخارجية الصينية أن بلاده «تبدي قلقاً بالغاً» من قرار بيونغيانغ، مضيفاً: «من حق كوريا الشمالية الاستخدام السلمي للفضاء، لكن هذا الحق تقيّده قرارات مجلس الأمن. تأمل (الصين) بأن يبذل كل الأطراف جهداً أكثر، لإرساء السلام والاستقرار في شبه الجزيرة (الكورية)، وتتمنى أن يتعامل كل الأطراف مع المسألة بهدوء، للحؤول دون تصعيد الوضع». وكانت كوريا الجنوبية دانت «عملاً استفزازياً جداً يتحدى قرارات الأممالمتحدة»، كما رأت الولاياتالمتحدة في إطلاق الصاروخ «عملاً استفزازياً كبيراً يهدد السلام والأمن في المنطقة»، إذ «ينتهك قرارات مجلس الأمن».