أكد الناقد عالي القرشي أن رواية الراحل غازي القصيبي «شقة الحرية»، وما تجسده من جدل أولئك الطلاب وحواراتهم، وتوزع انتماءاتهم هي مادة التعبير الإنساني. وأشار إلى أن القصيبي سعى إلى نشر «شقة الحرية» «في وقت لم تكن الظروف مهيأة لاستقباله بحرية استقبال الكتاب الفكري». وتطرّق القرشي في ورقته حول غازي القصيبي بين الشعرية والسردية إلى ثلاثة محاور رئيسية: (علاقة القصيبي المتوترة مع الشعر، استجابة القصيبي الإيجابية لمبادرة الأحداث، تعانق إنتاج القصيبي شعرياً وسردياً). وقال: «إن القصيبي لم يشأ أن ينسلخ من عباءة الشاعر بعد أن جعل الذات التي تملأ العباءة، هي غير تلك الذات التي كانت تملؤها في الثقافة العربية». وأوضح القرشي في ورقة قدمها في جماعة حوار بنادي جدة الأدبي الأربعاء الماضي، أن القصيبي استجاب بإيجابية لمبادرة الأحداث وهي تنم عن «شخصيته المبادرة إذ لم يشأ لقلمه أن يظل منتظراً لحظة الخلق الشعري كما في قصيدة الجسر، عندما رأى القصيبي الواقع المر الذي يتردى فيه العالم العربي، وهو صاحب فكر وقلم». وحول تعانق إنتاج القصيبي شعرياً وسردياً ذكر القرشي أن «السرد الحكائي ظاهر في شعر القصيبي، وحكاياته حافلة بالشعرية وعوالم الشعر الأسطورية والرمزية والتاريخية». ولفت في ورقته إلى كتاب سيرة شعرية للقصيبي، وذكر أنها رغبة من الكاتب أن يكتب سيرته الشعرية، وبعض مؤلفاته تشتمل على ضربي الشعر والنثر. وذكر في ختام ورقته أن «القصيبي ظل مستمراً في إصدار الشعر، واصطحابه حتى في مرضه الأخير، ونخلص من كل هذا إلى أن القصيبي لم يتخل عن الشعر». وتساءل ليفتح باب الحوار قائلاً: إذن كيف ننظر إلى تحوله إلى السردية؟». وفي المداخلات تعددت الآراء واختفت وجهات النظر. وقال المشرف على «جماعة حوار» الدكتور حسن النعمي إن السؤال الذي أقلق الحاضرين، «هو هل فعلاً تحول القصيبي لكتابة الرواية؟ إذ إن السائد في النقاش هل القصيبي ظل شاعراً وهو يكتب الشعر؟». وأضاف: بكتابة الرواية أيقظ القصيبي كسل الروائيين، ودفعهم للمغامرة، فهو رائد لحظة التحول مع الحمد وخال، ولكن كلاً على طريقته». وأشار إلى أن تحول القصيبي إلى كتابة الرواية «لا يعني القطيعة مع الشعر، بل موقفاً أملته تحولات المجتمع من حوله، إذ كانت الرواية هي الأقدر على استيعاب التحول».