قبل ساعات من فتح صناديق الاقتراع في انتخابات مجلس الامة (البرلمان) في الكويت اليوم، سيرت المعارضة تظاهرة كبيرة امس دعت الى المقاطعة، معتبرة ان الانتخابات ستفرز «مجلساً غير شرعي»، بينما شددت الحكومة على شرعية الانتخابات وعلى أنها ستجري اليوم وفق الدستور والقانون، ورأت أن «المقاطعين هم الخاسرون». وشارك آلاف الكويتيين في «مسيرة كرامة أمة 3» في شارع الخليج العربي ورفعوا لافتات وأعلاماً وطنية ورددوا هتافات ضد قانون الانتخابات الذي عدله الأمير الشيخ صباح الأحمد بمرسوم الشهر الماضي، وهو الذي يجري الاقتراع على أساسه اليوم، وقضى بخفض حق الناخب من 4 أصوات إلى صوت واحد. ورددت هتافات «يسقط يسقط المرسوم» و «باطل باطل باطل... الصوت الواحد باطل» وغيرها. وسارت التظاهرة مسافة كيلومتر واحد بين «أبراج الكويت» وفندق «السفير» كما هو متفق عليه مع وزارة الداخلية التي رخصت للمسيرة خلافاً لمسيرات سابقة واجهتها أجهزة الأمن بالقوة. وارتدى كثير من المتظاهرين اللون البرتقالي الذي يرمز الى مقاطعة الانتخاب، كما أطلقت آلاف البالونات البرتقالية. وصعد قطب المعارضة النائب السابق مسلم البراك على سيارة «بيك أب» زودت مكبرات للصوت ليقود الهتافات في المسيرة، وقال للجموع: «إرادة الأمة لا تزور... فإما نكون اللي نبي وإلا عسانا ما نكون... غدا سنحتفل بإسقاط المرسوم غير الدستوري». لكن وزير الإعلام الشيخ محمد عبدالله الصباح أكد أن «الخاسر الأكبر في انتخابات مجلس الأمة التي ستجري غداً هم المقاطعون الذين تنازلوا تلقائياً عن حقهم في المشاركة، ما يجعلهم يتحملون تبعات المقاطعة». ونقلت عنه وكالة الأنباء الاردنية (بترا) أمس، أن المقاطعة وبحسب القانون «حق مشروع كما أن المشاركة حق أصيل»، مضيفاً أن «شعوباً كثيرة تقاتل من أجل هذا الحق الذي كرسه دستور دولة الكويت». ووصف أجواء الانتخابات بأنها «إيجابية»، معرباً عن أمله في أن يتم الاقتراع بيسر. ويقسم قانون الانتخاب الكويت إلى خمس دوائر لكل منها عشرة مقاعد في المجلس. وتوقعت المعارضة نجاحاً كبيراً لحملة المقاطعة، وصرح قطبها رئيس المجلس السابق أحمد السعدون أن المعارضة ستراقب حجم الإقبال على التصويت وتعلن عند إغلاق صناديق الاقتراع عند الثامنة مساء اليوم الحجم الفعلي للمشاركة.