قال رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح إنه يتطلع إلى أن تفرز انتخابات مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي التي تجرى غداً السبت مجلساً «متعاوناً» مع الحكومة بما يعزز فرص التنمية، واعتبر أن المعارضة أخطأت بمقاطعتها الانتخابات، لكنه نفى صحة اتهامات رددتها صحف ومرشحون موالون للحكومة عن دور لدولة قطر في تحريض المعارضة الكويتية على ما تفعل. وأوضح الشيخ جاب لعدد من ممثلي وسائل الإعلام العربي التقاهم أمس وبينهم «الحياة»، أن الحكومة وافقت على مسيرة كبيرة للمعارضة تنظمها مساء اليوم للدعوة إلى مقاطعة الانتخابات «لأن المعارضة وافقت على الشروط القانونية لهذه المسيرات» خلافاً لمسيرات سابقة. وتقول المعارضة إن حملتها للدعوة لمقاطعة الانتخابات تلاقي استجابة كبيرة من الجمهور، وتوقع النائب السابق وليد الطبطبائي «ألاّ يزيد الإقبال على الاقتراع عن 30 بالمائة» بين الناخبين البالغ عددهم 420 ألفاً، ويترشح 280 شخصاً بينهم نواب سابقون للمنافسة على مقاعد المجلس الخمسين في خمس دوائر انتخابية، لكن 40 من نواب المجلس السابق يقاطعون الانتخابات الحالية. ومعلوم أن المعارضة تقاطع احتجاجاً على المرسوم الذي اصدره الأمير الشهر الماضي وخفض حق الناخب في الاختيار من 4 مرشحين إلى مرشح واحد، وترى أن تعديل قانون الانتخاب في غياب مجلس الأمة «مخالف للدستور». وقال الشيخ جابر المبارك أمس، إنه يتوقع أن يكون مجلس الأمة الذي سيُنتخب «متعاوناً»، مشيراً إلى «أن لدى الكويت أولويات كثيرة في المرحلة المقبلة». ورأى أن التجربة السابقة (أي العلاقة بين الحكومة ومجلس الأمة) «كانت مريرة، وتعطلت أمور كثيرة». وأوضح أن بين الأولويات التي صدر في شأن بعضها مراسيم، دعم المشاريع الصغيرة التي يستفيد منها الشباب إذ إن هناك صندوقاً ببليوني دولار لهذه المشاريع التي تتيح للشباب أن يجدوا أعمالا، وهناك قانون الإعلام المرئي والمسموع وقانون التجنيد الإجباري. ورداً على سؤال عما إذا كان النظام سيقبل بقاء المعارضة في الشارع بعد الانتخابات، قال إنه متفائل بأن «تحصل قفزات كبيرة بعد الانتخابات» نحو الأفضل، وأشار إلى أن المعارضين (كانوا) «يتحدون الآخرين ويمتنعون عن الترشح للانتخابات وكانوا يراهنون على ألا يترشح أحد وأثبتوا فشلهم، لأن هناك مرشحين كثراً»، والفئات التي «رأت المشاركة في الانتخابات على أساس الصوت الواحد كثيرة، وهم (المعارضة) روجوا لقدرتهم على الحشد في الشارع بينما الحقيقة هي أن أكبر تظاهرة قاموا بها كان عدد المشاركين فيها 10 آلاف مشارك». وعن التظاهرة التي سمحت بها السلطات اليوم (الجمعة)، قال رئيس الوزراء الكويتي أن»المسيرات موجودة منذ زمن، وكان عندنا قانون ينظمها، والمحكمة الدستورية ألغت بعض المواد، وكانوا يقومون بالتظاهرات من دون إذن، ولذلك قلنا لهم إنها غير قانونية وطالبناهم بالتقدم بطلب ترخيص وأطلعناهم على الشروط، وعندما فعلوا ذلك وتقدم مسؤولون منهم بالطلب وأكدوا أنهم يتحملون مسؤولية التجمع، سمحنا لهم وكلفنا القوى الأمنية بمواكبتهم وحمايتهم، وإن شاء الله لن يحصل أي خلل» اليوم. وعما إذا كان الطريق سيبقى مسدوداً بين المعارضة والسلطة، أعرب عن اعتقاده بأن المعارضة «لن تبقى كما كانت، لكن وجودها ضروري، إلا أنه يجب وضع حد لإساءة بعضنا الى بعض، وألا نهين بعضنا بعضاً من خلال الإعلام الذي لا يعني الصحافة فقط». وأضاف: «لذلك نعد قانونا لتنظيم (الصحافة) الإنترنت والتويتر التي تشهد الأخذ والرد أكثر من الصحافة، لأن لكل شيء حداً يجب ألا يتجاوز المقبول». وقال الشيخ جابر إن في الكويت «تجربة ديموقراطية قديمة، فسماع الآخر يسمح بالتعرف إلى مشاكل البلد ومعالجتها، والحراك في الكويت يعود إلى أن الشعب يتفاعل مع الأحداث ويكون وجهة نظر، ولدينا القدرة على أن نجيب على ما يطرح وأن ننفذ منه ما نستطيع». ورداً على سؤال حول حديث بعض وسائل الإعلام عن دور لقطر في ما يجري في الكويت، قال: «لا أعتقد أن قطر، لا أميراً ولا حكومة ولا شعباً، إلا ويريدون الخير لشعبنا، وصاحب السمو أمير الكويت صرح أنه لا يمكن لهذا الكلام أن يؤثر على علاقتنا مع قطر».