أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان قرابة 250 ألف نازح مسجلون في حمص، ودعت الاطراف إلى اقامة «ممرات آمنة» للسماح للمدنيين بالفرار من دون ان يتحولوا الى «اهداف» كما يحدث للنازحين إلى الأردن. واوضحت الناطقة باسم الوكالة الدولية ميليسا فليمينغ ان «الفريق بقيادة ممثلتنا في سورية اعلن ان ... الهلال الاحمر العربي السوري سجل حتى الان 250 الف نازح في حمص ومحيطها». ولاحظ فريق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين العامل على الارض من جهة اخرى ان آلاف النازحين يعيشون في «ملاجىء مشتركة من دون تدفئة». وقالت إن فريقاً تابعاً للمفوضية تمكن من الوصول إلى حمص هذا الأسبوع ووجد 250 ألف نازح يعيشون في أوضاع «بائسة» بالمدينة التي يصل عدد سكانها إلى مليون شخص. وأضاف: «شاهدوا آلاف النازحين يعيشون في ملاجئ لا تحظى بالتدفئة. لاحظوا أيضا أن نصف مستشفيات المدينة لا يعمل وأن هناك نقصاً حاداً في الامدادات الأساسية من الدواء إلى الأغطية وملابس الشتاء بل وحتى أحذية الأطفال». وضم أحد المباني 70 أسرة أو نحو 400 شخص بينما «تكدس 2300 شخص في مبنى عام مهجور وهو أكبر مأوى للنازحين في حمص». وقالت فليمينغ: «هناك نازحون ترك بعضهم حمص وغادروا أحياءهم المضطربة بعد تدمير منازلهم وجاء آخرون من أجزاء أخرى من البلاد ونزحوا مرات عديدة». وتقول المفوضية إن بعض مستشفيات المدينة تحول إلى ملاجئ وإن 60 في المئة من أطباء حمص غادروها ومعهم أفراد الطاقم الطبي. وسلمت قافلة للمفوضية تضم تسع شاحنات مساعدات لمواجهة برودة الشتاء خلال زيارة حمص التي استمرت يومين وانتهت الخميس. وشملت المساعدات أغطية ثقيلة للشتاء وملاءات ومناديل صحية. وقالت فليمينغ: «من المقرر أن نسلم المزيد من المساعدات في الأيام المقبلة. لدينا فكرة أفضل عن الاحتياجات في مدينة تتعرض لقصف مروع منذ بدء الصراع ووضعها يائس بالفعل». والمفوضة العليا للاجئين في المنطقة سجلت حوالى 465 الف لاجىء او اشخاص ينتظرون تسجيلهم، وبينهم اكثر من 137 الفاً في الاردن واكثر من 133 الفاً في لبنان واكثر من 123 الفاً في تركيا واكثر من ستين الفاً في العراق واكثر من 9700 في شمال افريقيا. من جهة اخرى، لم يتقدم آلاف آخرون بعد الى السلطات وبينهم حتى 150 الفاً في مصر و100 الف في الاردن و60 الى 70 الفاً في تركيا وعشرات الآلاف في لبنان، بحسب المفوضية. واعلنت فليمينغ ان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قلقة جداً منذ ان اوضح الكثير من اللاجئين السوريين الذين وصلوا اخيراً الى الاردن، انهم «تعرضوا للاستهداف» بينما كانوا يفرون من البلد. وقالت فليمينغ: «تلقينا تقارير مزعجة للغاية من لاجئين سوريين في الأردن يقولون إنهم استهدفوا أثناء فرارهم. تدعو المفوضية كل الأطراف إلى ضمان وصول المدنيين على الأقل إلى ممر آمن إلى خارج البلاد». ولم يتضح من يستهدف المدنيين الذين يفرون تحت جنح الظلام. وأضافت فليمينغ: «ظلت هذه القرارات سرية للغاية بشكل عام ... الناس مذعورون، لا يرغبون في أن تحكى قصصهم». وذكرت أن بعض العائلات تخدر أطفالها أثناء الرحلة إلى الحدود حتى يظلوا «هادئين وصامتين». وقالت: «ندعو (الى اقامة) ممرات آمنة» بما يسمح للسوريين بالفرار. ويستمر النزاع السوري منذ اكثر من 20 شهراً وتجاوز عدد القتلى الاربعين الفاً منذ ذلك التاريخ، بحسب منظمة غير حكومية.