طهران - أ ف ب، رويترز - استأنفت محكمة الثورة في طهران أمس، محاكمة عدد من المعارضين لاعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في الاقتراع الذي اجري منتصف حزيران (يوينو) الماضي، واعقبته اضطرابات اسفرت عن سقوط 20 قتيلاً على الاقل. وكان تقرر عقد الجلسة الخميس الماضي، لكنها ارجئت الى أمس بطلب من محامي الدفاع الذين ارادوا منحهم مهلة اضافية لدرس ملفات موكليهم. وأفادت وكالة انباء «فارس» الطالبية ان سياسيين وصحافيين اصلاحيين مثلوا في جلسة المحاكمة الثانية في الاول من الشهر الجاري، وبينهم الصحافي البارز احمد زياده عبدي والمعتدلون البارزون علي تيجاني وهدايت اغائي وشهاب طبطبائي وجواد امام. ويلاحق المحاكمون بتهم عدة ابرزها الاخلال بالنظام العام والمس بالامن الوطني، وهي جرائم تصل عقوبتها الى خمس سنوات. وفي حال ثبتت تهمة «المحارب» (اي عدو الله) الموجهة الى بعضهم فيمكن ان يدانوا بالاعدام. وينتقد المرشح الخاسر في الانتخابات زعيم المعارضة الايرانية مير حسين موسوي، والرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي هذه المحاكمات باعتبارها «غير شرعية»، و «اشبه بمسرحية»، علماً ان موسوي والمرشح الخاسر الثاني المعتدل مهدي كروبي يعتبران ان السلطات زورت نتائج الانتخابات لمصلحة الرئيس المتشدد نجاد الذي نصب رسمياً الاربعاء رئيساً لولاية ثانية تمتد اربع سنوات. وتنفي السلطات الاتهام، معتبرة انها «الأكثر نزاهة» خلال ثلاثين سنة. وفي وقائع الجلسة الحالية، افادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ايرنا) بأن الفرنسية كلوتيلد ريس اقرت بأنها قدمت تقريراً الى السفارة الفرنسية في طهران حول التظاهرات في اصفهان (وسط)، بعد انتخابات 12 حزيران، علماً انها زارت ايران لفترة خمسة أشهر في اطار التعاون الفرنسي الايراني لتعليم اللغة الفرنسية في جامعة اصفهان. ونقلت الوكالة عنها قولها: «كتبت تقريراً من صفحة واحدة وقدمته الى المسؤول عن معهد البحوث الفرنسي في ايران، التابع للقسم الثقافي في السفارة»، وتأكيدها انها شاركت «لاسباب شخصية» في التظاهرات والاحتجاجات، وانها ارتكبت «خطأ» في ذلك، ما جعل محاميها يطلب العفو عنها. وصرح ريمي ريس والد كلوتيلد (24 سنة) بأن ابنته «غير مسيسة، ولا التزام لديها حيال المنطقة، ولا يمكن اعتبارها ناشطة». وأكد انها بريئة «لأن دوافعها هي الفن والثقافة والتعرف الى ايران»، موضحاً ان تقربها من الثقافة الايرانية يعود الى طفولتها من طريق مربية لها تحدرت من هذا البلد، وانها درست اللغة الفارسية وزارت ايران مرات، فيما تتناول اطروحتها في معهد العلوم السياسية في ليل (شمال)، النظام التعليمي الايراني والمناهج المدرسية منذ الثورة الاسلامية. وقال مدير المعهد بينوا لاغينيه: «كلوتيلد طالبة جدية ومتحمسة للدراسة، وحصلت في كل سنواتها على درجة ممتاز». كذلك، اوردت «ايرنا» ان الموظفة الايرانية في سفارة فرنسابطهران نازك افشر ابلغت المحكمة ان مسؤولي السفارة طالبوا موظفيها باستقبال المتظاهرين داخل مقر البعثة الديبلوماسية «اذا اندلعت مواجهات امام مقر القسم الثقافي». وأوردت الوكالة ذاتها ان حسين رسام الموظف الإيراني في السفارة البريطانية بطهران الذي يحاكم بتهمة التجسس «طلب من المؤسسة الدينية إبداء الرأفة والعفو عن أخطائه، معتذراً للشعب الايراني». وأشارت الى ان رسام اعلن امام المحكمة ان السفارة البريطانية دعت موظفيها المحليين الى التواجد في اماكن الاضطرابات التي تلت اقتراع 12 حزيران، وانه ابلغها ان المعلومات التي جمعتها السفارة حول الاضطرابات «أرسلت إلى الولاياتالمتحدة التي لا تملك ادارتها الوسائل المناسبة لاجراء مسح لأحداث البلاد». ووصفت لندن اتهام رسام بالتجسس بأنه «غير مقبول ويتناقض مع الضمانات التي اعطاها لنا مرات مسؤولون ايرانيون كبار».