ضربت موجة جديدة من التفجيرات بسيارات ملغومة وعبوات ناسفة خمس مدن عراقية، أسفرت عن مقتل أكثر من 40 وإصابة 124 شخصاً، فيما اعتقلت الشرطة في محافظة واسط 15 مطلوباً بتهمة الإرهاب. وأكد مصدر في وزارة الداخلية ل «الحياة» ان «المشهد الامني يمر بمنعطف خطير اذا استمرت الازمات السياسية بين مكونات الدولة». واوضح ان «بعض الخلايا النائمة بدأت تنشط، بدعم وتوجيه من مرجعيات ارهابية والاخيرة تتلقى ايعازاتها من بعض الجهات السياسية لتمرير بعض الصفقات التي لا تخدم البلاد». وتابع ان «الخطط الامنية في حاجة الى مراجعة دقيقة وشاملة في شكل يتناسب وحجم مسؤوليات قوات الامن». ولفت الى ان «التفجيرات الاخيرة التي شهدتها بعض محافظات ومدن البلاد جاءت على خلفية النزاعات السياسية القائمة». وقتل أكثر من 40 عراقياً واصيب 124 أمس في هجمات، بينها تفجير عبوتين ناسفتين في موكب شيعي في الحلة (جنوب بغداد) اسفر عن سقوط 28 قتيلاً، في اكثر الايام دموية منذ نحو شهرين. وقال مصدر رفيع المستوى في شرطة محافظة بابل (أ ف ب) ان «عبوتين ناسفتين انفجرتا صباح اليوم (أمس) وسط الحلة (95 كلم جنوب بغداد) واستهدفتا موكباً لزوار شيعة سيراً على الأقدام». وأفادت مصادر طبية في مستشفى الحلة الجراحي ومسعفون على الأرض وعنصر في الدفاع المدني أن تفجير العبوتين اسفر عن مقتل 28 شخصاً بينهم امرأتان وثلاثة اطفال ومسعفان وعنصر في الدفاع المدني، فيما اصيب 85. واغلقت قوات الشرطة والجيش موقع الهجوم، ومنعت الصحافيين من دخوله، ووقع الهجوم في منطقة شعبية تنتشر فيها المطاعم الصغيرة والمحلات التي تبيع قطع غيار للسيارات واغلقت معظم المحلات ابوابها. وادى الانفجار الى وقوع اضرار مادية كبيرة واحتراق حوالى عشر سيارات بينها سيارة اسعاف واخرى للاطفاء. وتقيم القوات الامنية حواجز تفتيش في معظم طرق الحلة، وتوقف السيارات وتفتشها بحثاً عن متفجرات. وقال كريم الخفاجي (40 سنة) الذي يملك محلاً لبيع اجهزة الهاتف قرب موقع الهجوم ان «انفجاراً كبيراً وقع بالقرب من موكب حسيني قرب مطعم شعبي اعقبه انفجار ثان لدى وصول قوات الامن وسيارات الاسعاف». واضاف ان «كثيرين من الناس أجلوا الضحايا ورأينا اطفالاً ونساء بين القتلى». واعلنت وزارة الداخلية في بيان على موقعها ان «عدداً من المواطنين سقطوا بين شهيد وجريح في تفجير ارهابي مزدوج وسط الحلة». واضاف البيان: «كانت حصيلة التفجير المزدوج بعبوتين ناسفتين أمام غرفة التجارة في منطقة باب مشهد وسط الحلة، بلغت 25 شخصاً بين شهيد وجريح، وعدد الشهداء مرشح للزيادة نظراً إلى خطورة اصابة بعض الجرحى». وتابع: «قامت قوة امنية من شرطة المحافظة بتطويق مكان الحادث، ونقلت الجرحى الى المستشفى، والشهداء الى الطب العدلي». في كربلاء (110 كلم جنوب بغداد)، قال مسؤول في دائرة الإعلام في الشرطة ان «سيارة مفخخة انفجرت في منطقة باب طويريج على بعد نحو كيلومتر من المدينة القديمة». واكد مسؤول في دائرة الصحة في المحافظة ان «الانفجار ادى الى مقتل خمسة اشخاص واصابة 13». وأضاف ان «الطرق المؤدية الى المدينة القديمة اغلقت والبحث جار عن سيارة مفخخة ثانية». ومن النادر ان تقع هجمات في كربلاء التي استقبلت قبل ايام نحو ثلاثة ملايين زائر من العراق ودول عربية وغربية احيوا ذكرى مقتل الامام الحسين في واقعة الطف. وقال الخبير العراقي في الشؤون الامنية الاستراتيجية علي الحيدري ان «القوى الامنية كانت في ذروة استعداداتها ونشاطها خلال المناسبة الاخيرة (ذكرى عاشوراء)، وبعد انتهاء هذه المناسبة حصل نوع من التراخي». واضاف ان «القوى الامنية عادة ما تكون مجهدة بعد مناسبات مماثلة فيحدث نوع من التراخي يستغله العدو بشكل مباشر، اضافة الى غياب التقنيات الحديثة التي تكشف المتفجرات». وفي هجمات اخرى، اعلن الملازم اول في شرطة الموصل (370 كلم شمال بغداد) خالد عويد ان «شرطياً ومدنياً قتلا واصيب شرطيان في انفجار سيارة مفخخة استهدفت دورية في حي الكرامة شرق المدينة». واكد الطبيب محمود حداد في مستشفى الموصل تلقي جثتين لشرطي ومدني ومعالجة شرطيين. في الفلوجة (50 كلم غرب بغداد) قال المقدم في الشرطة جمال عويد ان «ثلاثة اشخاص قتلوا واصيب سبعة اخرون، جميعهم من المدنيين، في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدفت دورية للجيش وسط المدينة». واكد الطبيب عمر دلي في مستشفى الفلوجة تلقي جثث ثلاثة جنود ومعالجة سبعة بينهم ثلاثة عسكريين اصيبوا في الهجوم. وفي بغداد ايضاً، قال مصدر في وزارة الداخلية ان «شخصاً قتل واصيب 11 في انفجار سيارة مفخخة عند منطقة جرف النداف، على الطريق الرئيسي جنوبالمدينة وقتل أيضاً شخص واصيب ستة آخرون بانفجار عبوتين ناسفتين في منطقة التاجي» (25 كلم شمال بغداد) قرب مقر عسكري. وجاءت هجمات الأمس بعد مقتل 12 شخصاً الثلثاء في انفجار سيارات مفخخة استهدفت ثلاث حسينيات في شمال بغداد. وتعد هذه الهجمات الاكبر في العراق منذ 9 أيلول (سبتمبر) الماضي حين قتل 76 شخصاً في سلسلة هجمات استهدفت مناطق متفرقة.