تعيش محافظة سليانة (شمال غربي تونس) تدهوراً حاداً في الوضع الأمني مع استمرار الشرطة في إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وذخيرة «الرش» لتفريق المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة. وذكرت «فرانس برس» أن الاشتباكات تجددت أمس الخميس في مركز ولاية سليانة بين الشرطة ومئات المتظاهرين لليوم الثالث على التوالي. وأوردت أن عناصر الأمن أطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق ما بين 500 و600 شخص حاولوا مهاجمة مديرية الأمن في سليانة. ويواصل المتظاهرون في سليانة إضراباً عاماً منذ الثلثاء بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل للمطالبة بإقالة المحافظ، صهر رئيس الحكومة حمادي الجبالي، ودفع نسق التنمية في المحافظة. وأكدت مصادر طبية في مستشفى محافظة سليانة ل «الحياة» استقبال أكثر من سبعين جريحاً بينهم أطفال ونساء الأربعاء، كما أكدت إرسال أربعة جرحى في حال حرجة لتلقي العلاج في العاصمة تونس. وفي السياق نفسه، اعتدت قوات الأمن على الصحافي بجريدة «الشروق» التونسية عبدالسلام السمراني بالحجارة مما تسبب له في كسر في اليد وتهشيم آلة تصويره. كما منعت الشرطة عشرات الصحافيين من الاقتراب من أماكن المواجهات وحاولت افتكاك معدات تصوير البعض منهم. واستنكرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ما اعتبرته «اعتداءات وحشية» على المواطنين والمداهمة الليلية للمنازل والأحياء السكنية من قبل قوات الأمن. ونددت في بيان لها باستعمال الشرطة للذخيرة من نوع «الرش» (يُستعمل عادة لصيد الخنازير) ضد المتظاهرين. وفي المقابل نفت وزارة الداخلية أن تكون قواتها قامت باقتحام منازل المواطنين في سليانة. وجاء على لسان الناطق الرسمي للوزارة خالد طروش، أن قوات الأمن وقوات مكافحة الشغب لاحقت المتظاهرين إلى الأحياء من دون أن تقتحم أي منزل. كما اتهم طروش المتظاهرين بمحاولة اقتحام مقر المحافظة واستعمال الزجاجات الحارقة ضد المنشآت العامة.