عبّر عدد من المثقفين الخليجيين والسعوديين عن استيائهم من طلب لجنة وزارة الثقافة والإعلام في الدمام مثول الكاتب عبدالله الملحم أمامها مخفوراً، على خلفية ما ترى الوزارة أنه تجاوزات إدارية في نادي الشرقية الأدبي خلال فترة مجلس الإدارة المعيّن، فيما يصرّ الملحم على أن استدعاءه جاء بسبب دعواه القضائية التي أقامها وآخرون ضد قرار وزير الثقافة والإعلام في ما يتعلق بمجلس الإدارة المنتخب، وهي القضية التي انتهت بإلغاء القرار. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«فيسبوك» ردود أفعال متضامنة مع الكاتب الملحم، إذ قالت الشاعرة الإماراتية فواغي القاسمي: «من المعيب جداً أن يعامل المثقف معاملة المجرمين، فالمثقفون عماد حضارة الأمم». وفي السياق نفسه قال عضو مجلس رابطة الأدباء الكويتيين الباحث طلال الرميضي: «أستغرب مثل هذه الأساليب مع الأدباء بالمملكة». فيما علق الكاتب عضو مجلس الشورى السابق الدكتور عبدالله الطويرقي بقوله: «هذا تغول من العيار الثقيل»، مضيفاً: «هذه سابقة تاريخية... في جهاز معني بفكر وثقافة البلد». وقال الشاعر محمد بن عبدالرحمن الحفظي: «إنها وصمة عار في تاريخ هذه الوزارة، لم نرَ المشكلات إلا حينما انتقلت الأندية الأدبية إلى وزارة الثقافة، يجب أن نعي الأبعاد التي تجبر لجان التحقيق على الإتيان بالمثقف مخفوراً، هل القصد تسجيلها كسابقة جنائية أم الإيماء من خلال هذا التصرف أن كل من يعترض على الانتخابات أو اللائحة أو ينتسب بصفة مثقف أنه سيلقى التعامل الفج نفسه؟». وأضاف: «لقد خالجني إحساس دائم منذ أن صدرت اللائحة والتنظيمات الجديدة لتشكيلات الأندية الأدبية وما يخص المثقفين عموماً، أن الوزارة ومسؤوليها يرمون إلى إشغال المثقفين بالصراعات والقضايا ليكونوا في منأى عن مطالبات المثقفين وحقوقهم، ولينعموا وحدهم بالكراسي والفلاشات وما لذّ وطاب من الهبات. لقد ثبت أن هناك ثلة من المسؤولين والموظفين الكبار في الوزارة يخفون عن الوزير أموراً كثيرة، ويتبادلون المنافع بعيداً عن الأعين، ويصنعون اختلاف المثقفين، ويسعون إلى التشويه المنظم، وما طلب اللجنة التي تحقق في قضية نادي الشرقية إلا غيض من فيض طفح، فلم يجدوا إلا إحضار المثقف مخفوراً تحت حراسة العسكر». في حين وجّه رئيس نادي جازان الأدبي الشاعر أحمد الحربي تساؤلاً لمثقفي المملكة: ماذا تنتظرون؟ أينتقم وكيل الوزارة من مثقف قال له هذا خطأ؟ وهذا لا يجوز، وتعال نحتكم إلى اللائحة؟ وما الجريمة التي اقترفها الملحم ليأتوا به مخفوراً؟ كأني أسمع لسان الحال يقول: غداً سيأتي مخفوراًَ كل مثقف اعترض على قرار الوزارة، حتى لو كان القرار مخالفاً للائحة الأندية، وكان المثقف على حق». وكان الكاتب عبدالله الملحم أقام دعوى قضائية لدى المحكمة الإدارية في الدمام ضد وزارة الثقافة والإعلام، وحضر جلسات عدة أكد فيها أنه ليس لهذه اللجنة المشكلة للتحقيق في قضية «أدبي الشرقية» أية صفة ولائية أو نظامية للتحقيق معه، وفقاً للائحة الأساسية للأندية الأدبية بحسب المواد: (12)، (15)، (16)، (19)، (22)، علاوة على كونه منتخباً وليس معيناً، ولم يتولَّ رئاسة أية لجنة مع المجلس السابق، ولم يباشر مهماته بعد كمسؤول إداري منتخب في النادي. وأضاف الملحم أن المعاملة «التي عومل بها من استدعي من زملائي أعضاء المجلس المنتخب، هدفها حملنا على الاستقالة من إدارة النادي بعد أن كسبنا قضيتنا ضد وزارة الثقافة، ومحاولة لتعطيل تنفيذ الحكم القضائي القاضي بإلغاء قرار وزير الثقافة والإعلام، وللحيلولة دون تسليمنا إدارة النادي». وطالب الملحم الدائرة الإدارية التي تنظر دعواه، «بإيقاف مذكرة التوقيف بصفة الطلب العاجل لمخالفتها النظام، وإلغاء استدعائي لهذه اللجنة لعدم عضويتي في المجلس السابق، الذي يحقق معه في اللجنة، علاوة على عدم نظامية تشكيلها، وكف أذى هذه اللجنة عني، وإثبات تجاوزاتها للنظام».