أخيرا أسدل الستار بصورة نهائية على قضية نادي المنطقة الشرقية الأدبي التي أقيمت لدى المحكمة الإدارية عقب إلغاء وزير الثقافة والإعلام لنتيجة انتخابات النادي بعد مصادقة محكمة الاسئناف وتأييدها للحكم القضائي الصادر من المحكمة الإدارية في المنطقة الشرقية والمتضمن إلغاء الفقرتين أولا وثانيا من قرار معالي وزير الثقافة والإعلام رقم 5775 والصادر في 4-2-1433ه وصادقت عليه بختمه وتذييله ب «أصبح نهائيا واجب النفاذ «وجاء في أسباب الحكم أن القرار الملغي بمحاضره ومستنداته لايتضمن قادحا في الانتخابات وأن الانتخابات سليمة متفقة مع ما نصت عليه اللائحة (اللائحة الأساسية للأندية الأدبية ولائحة الانتخابات) ونصت الفقرتان الملغيتان على إعادة إجراء الانتخابات في نادي المنطقة الشرقية الأدبي وتكليف أربعة أعضاء بإدارة شئون أدبي الشرقية وتسيير الأعمال فيه حتى يتم انتخاب مجلس إدارة جديد من قبل الجمعية العمومية. وكانت لجنة الإشراف على انتخابات أدبي الشرقية قد أعلنت نتائج اقتراع الجمعية العمومية لانتخاب مجلس إدارة أدبي الشرقية في الثالث والعشرين من شهر ذي الحجة في العام الفائت في قاعة الشيخ سعد المعجل في الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية وأسفرت عن فوز عشرة أعضاء بعضوية المجلس وهم: محمد بودي، عبدالله الملحم، خالد التويجري، محمد القحطاني، أحلام المنصور، فهد المصبح، عبدالكريم الزهراني، عبدالله الدحيلان، محمد الفوز، فؤاد نصر الله كما انتخب في الاحتياط : عبدالله العتيبي، صالح العمري، مريم بوبشيت، محمد الحمادي، عبدالله الوصالي. بعدها وفي نفس الليلة تم عقد الاجتماع الأول لمجلس الإدارة في مقر الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية لانتخاب الهيئة الإدارية للمجلس وأسفرت عن فوز الناقد والإعلامي محمد بودي رئيسا لمجلس إدارة النادي والشاعر الدكتور خالد التويجري نائبا لرئيس المجلس والكاتب في صحيفة اليوم الناقد عبدالله الملحم مسئولا إداريا والدكتور عبدالكريم الزهراني مسئولا ماليا. وبعد مضي مايقارب الشهر والنصف أصدر وزير الثقافة والإعلام قراره السابق بإلغاء نتيجة الانتخابات بناء على مارفعه إليه وكيل الشئون الثقافية رئيس لجنة الإشراف على الانتخابات وعلى إثره تقدم رئيس وعدد من أعضاء مجلس إدارة النادي والجمعية العمومية وهم : محمد بودي، عبدالله الملحم، د عبدالله العتيبي، محمد القحطاني، أحلام المنصور، صالح العمري بدعوى قضائية أمام المحكمة الإدارية في المنطقة الشرقية مطالبين إلغاء قرار الوزير بإعادة الانتخابات وبعد مداولات لعدة أشهر أصدرت الدائرة الإدارية الأولى في المحكمة الإدارية حكمها بإلغاء الفقرتين أولا وثانيا من قرار الوزير السابق وتأكيد صحة فوز المجلس المنتخب في 23-5-1433ه إلا إن وزارة الثقافة ممثلة في وكالة الشئون الثقافية لم تقنع بالحكم وتقدمت بطلب الاستئناف فرفع الحكم للدراسة حتى تمت مصادقة الحكم من محكمة الاستئاف لصالح المجلس المنتخب. من جانبه تسلم أطراف الدعوى نسخة من الحكم تم ختمها بعبارة «تأيد هذا الحكم من الدائرة الأولى وأصبح نهائيا واجب النفاذ»واستلم المسئول الإداري في مجلس إدارة النادي الناقد عبدالله الملحم نسخة من الحكم النهائي من محكمة الاستئناف. وقال الملحم: إن لحظة التوقيع باستلام نسخة من الحكم النهائي هي لحظة تاريخية في حياة الأدباء والمثقفين ولي شخصيا وقد سبقتها لحظة لاتقل أهمية عنها وهي لحظة النطق بالحكم التي حضرتها ممثلا لإخوتي أعضاء المجلس، وقال إنها إعلان باستقلالية مؤسسة الأديب وبسط شخصيتها الاعتبارية وتولي الأديب إدارة شئون مؤسسته دون وصاية من أحد من جانبه وصف رئيس مجلس إدارة أدبي الشرقية الناقد محمد بودي بأن ماتحقق إنجاز يجيّر للمثقفين وفيه رد لاعتبار أدباء وأديبات المنطقة الشرقية ومجتمع المنطقة الشرقية الكريم الذين تعرضوا لتعسف غير مسبوق في تاريخ الأندية الأدبية عندما أغلق أدبي الشرقية بالسلاسل دون وجه حق ودون سند من نظام وأضاف جاء هذا الحكم ليعزّز ثقتنا في قضائنا العادل فالشرع مطهرة للجميع وليثبت صحة فوز المجلس المنتخب وليسقط كافة الحجج والمستندات التي قدمتها وكالة الشئون الثقافية في تبريرها لإلغاء الانتخابات وإغلاق النادي بالسلاسل. وأردف بقوله: كما لايفوتني أن أشكر سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز وفقه الله على موقفه بطلبه من معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة عدم إعادة انتخابات النادي حتى تفصل محكمة الاستئناف في القضية وأشكر معالى الوزير لتجاوبه بإيقاف الانتخابات وتوجيه وكالة الشئون الثقافية بذلك أما عضو المجلس الاحتياط الدكتورعبدالله العتيبي فقال: أحمد الله عز وجل أن أعاد الحق لأصحابه وأشكر كافة الزملاء الذين آزرونا بالرأي والمشورة والدعم المعنوي من أعضاء الجمعية العمومية وأبناء وبنات المنطقة الشرقية الأعزاء. وعبّر عضو المجلس الشاعر محمد بن صليم القحطاني عن سعادته لعودة الوضع الصحيح لنصابه، وقال: إن الحكم تاريخي وسابقة قضائية في تاريخ الأندية الأدبية وتنبيه للمثقفين بضرورة الوعي بحقوقهم وحمايتها ومن الآن لابد أن نطوي هذه الصفحة ونتجه نحو تحقيق تطلعات أعضاء النادي الذين انتخبوا هذا المجلس. أما عضو المجلس الشاعرة أحلام المنصور فقالت: إن ثقتنا بالله أولا وثم بعدالة قضيتنا وقضائنا هي التي توجّت هذا المشوار القضائي في استرداد هيبة النادي واسترداد حقوق الناخبين والمرشحين وسنعمل بروح الفريق الواحد من أجل رفد مشهدنا الثقافي في المنطقة الشرقية بوجه خاص والوطن بوجه عام بكل عطاء أدبي راق وأصيل.