عقد ائتلاف المعارضة السورية الجديد اجتماعاً في القاهرة لمناقشة تشكيل حكومة انتقالية وهي خطوة ضرورية لكسب التأييد العربي والغربي لانتفاضتهم ضد الرئيس بشار الأسد. واجتمع «الائتلاف السوري» المكون من 60 مندوباً أو نحو ذلك في القاهرة قبل مؤتمر لأصدقاء سورية. لكن الخلافات دبت منذ البداية مما يظهر مدى الانقسامات بين معارضي النظام. وللمجلس الوطني السوري 27 مقعداً في الائتلاف الجديد، لكن مشاركين في الاجتماع قالوا إن الخلاف اندلع فور بدء المناقشات مع سعي المجلس الوطني زيادة حصته من المقاعد. وقال عضو في المجلس الوطني السوري حضر الاجتماع وطلب عدم الكشف عن اسمه «لن يستمر شيء حتى نحل هذا الأمر». بينما قال مشارك آخر: «هذه ليست سلاطة نمزجها ونضيف اليها حسب الهوى. مستقبل سورية على المحك وجماعة الاخوان تدفع بمزيد من صقورها إلى الائتلاف على رغم انها بالفعل تستحوذ على نصف المقاعد». واشار إلى أن عدداً كبيراً من غير الاعضاء في الائتلاف حضروا الاجتماع أو تواجدوا في الفندق الذي استضاف المؤتمر في القاهرة. واغلب الحاضرين الاضافيين أعضاء بجماعة الاخوان المسلمين او من المقربين من الجماعة. وقال مشارك اخر في الاجتماعات: «المسألة اكبر من قضية الاخوان المسلمين. يبدو اننا قادرون على تخطي عقلية المحاصصة القبلية. انه فقط يؤجل مناقشة المسألة الاهم وهي تشكيل الحكومة والاستجابة للمجتمع الدولي». وقال احد المشاركين في الاجتماع: «معظم الحديث حتى الان اجراه رياض سيف ومصطفى الصباغ. بالكاد قال (رئيس الائتلاف معاذ) الخطيب شيئاً». وسيف المعارض والسجين السياسي السابق هو احد نائبي رئيس الائتلاف. أما الصباغ الامين العام للائتلاف فهو رجل أعمال مقرب لجماعة الاخوان المسلمين. وقالت سهير الأتاسي احد نائبي رئيس الائتلاف ل «رويترز» حول الاجتماع امس «الهدف هو تسمية رئيس الوزراء في حكومة انتقالية أو على الأقل إعداد قائمة بأسماء المرشحين لهذا المنصب قبل اجتماع أصدقاء سورية». وينتخب الاجتماع الذي يستمر يومين أيضاً لجاناً لإدارة المساعدات والاتصالات وهي عملية تحولت الى صراع على السلطة بين «الاخوان المسلمين» والأعضاء العلمانيين. وقال ابو نضال مصطفى من جماعة «انصار الإسلام» وهي وحدة لمقاتلي المعارضة الإسلاميين في دمشق «لدينا خلافات عقائدية مع الائتلاف لكنه سيحقق رسالته إذا جلب لنا مساعدات عسكرية من الخارج». وقالت مصادر الائتلاف ان مهام الاتصال بين الائتلاف والمعارضين أنيط بها رئيس الوزراء السابق رياض حجاب وهو أرفع مسؤول ينشق على النظام منذ اندلاع الانتفاضة. ويتردد اسمه بوصفه مرشحاً ليصبح رئيساً للوزراء لكن تاريخه في حزب البعث يمكن ان يستبعده. وهناك مرشح آخر محتمل هو أسعد مصطفى وهو شخصية تحظى بالاحترام ووزير زراعة سابق في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد. وكان مصطفى الذي يعيش الآن في الكويت غادر البلاد منذ عقود احتجاجاً على سياسات الرئيس الراحل. ويرفض زعيم الائتلاف معاذ الخطيب وهو امام مسجد في دمشق فكرة الطائفية في تشكيله. لكن سهير الاتاسي قالت ان الائتلاف الجديد أغفل شخصيات مهمة وان هناك حاجة لبذل الجهود لاشراك المجلس الوطني الكردي الذي ظل بعيداً. وقالت انه على خلاف «المجلس الوطني» سيعمل الائتلاف الجديد مع شخصيات مهمة حتى اذا لم يصبحوا أعضاء دائمين فيه. وأشارت الى أديب الشيشكلي حفيد الرئيس السوري الراحل الذي انسحب من المجلس الوطني السوري احتجاجاً على انتخابات قال ان «الاخوان المسلمين» زوروها». ويعمل الشيشكلي الان مع الائتلاف الجديد لضمان الحصول على مساعدات والدعم الاقتصادي وقال ل «رويترز» انه واثق ان الائتلاف الجديد لن يكون تكراراً للمجلس الوطني لان الخطيب سيخلق توازناً بين الجماعات المتناحرة. وقال الشيشكلي ان المعارضة رأسها من قبل أكاديميون لم يعرفوا كيف يتعاملون مع المصالح المتنافسة وان الخطيب يعرف كيف يستوعب الكل. وعلمت «الحياة» أن ثلاثة نساء دخلن الامانة العامة ل «المجلس الوطني السوري» المعارض في دورته الجديدة التي كانت خلت من النساء، كما أرجأ المجلس الوطني في اجتماع عقده في تركيا المصادقة على الانضمام ل «الائتلاف الوطني» لقوى الثورة والمعارضة السورية الى وقت آخر. وقال عضو مجموعة العمل الوطني محمد ياسين النجار ل «الحياة» أنه تم انتخاب رفاه المهندس (مجموعة العمل الوطني) ومنى الجندي (الكتلة الوطنية) لعضوية الأمانة العامة للمجلس، كما انضمت تغريد الحجلي للأمانة العامة بعدما استبدلها «تجمع احرار سورية» في محل عضوية زياد ابو حمدان. وأضاف أن الاجتماع «أرجأ المصادقة على الانضمام ل «الائتلاف الوطني» حتى يتم وضع اللمسات الأخيرة (من قبل الائتلاف) لدور فاعل يناسب حجم المجلس الوطني والخبرات داخله». وشدد على أن استمرار وجود 40 في المئة من أعضاء المجلس في عضوية «الائتلاف» وفق ما تم الاتفاق عليه في الدوحة أثناء اعلان تشكيل «الائتلاف».