العمل... نتيجة، ومن دون الثانية تختفي الأولى، في الأهلي لا يمكننا انكار حقيقة أن الإدارة بقيادة الأمير فهد بن خالد ورئيس هيئة أعضاء الشرف خالد بن عبدالله، قدمت على الورق كل ما يمكن تقديمه، تعاقدات محلية وأجنبية، والدعم للجيل الشاب، والأهم من ذلك تصفية اللاعبين غير المفيدين. لكن الواقع يقول اليوم عكس ذلك فالأهلي يخسر، في أربع مباريات متتالية، وهي في الحقيقة كارثة، الأهلي يحتاج إلى عمل يتعدى التعاقدات، الأهلي يحتاج إلى تأسيس لاعبيه، إلى اشباعهم بحس الفريق البطل، فالأهلي غاب كثيراً عن البطولات ذات النفس الطويل، ومن تحدثوا الموسم الماضي عن انجاز كبير بحكم أن الفريق نجح في خطف وصافة الدوري، بالغوا كثيراً، فالوصافة وكما يقول مدرب ريال مدريد الداهية مورينيو «لا تعني أكثر من فشلك في أن تكون بطلاً». لكن الأهلي في المقابل خطف كأس الملك البطولة الأغلى، لكن المشكلة في مثل هذه البطولات هو كونها بطولات قصيرة غير كافية لإشباع اللاعبين بالثقة أو زرع ما يكفي من الفخر في نفوسهم للاقتناع بكارثية أية خسارة. العذر «المعلب»، والجاهز اليوم، والأكثر حضوراً هو أن الأهلي يعاني «متلازمة» خسارة اللقب الآسيوي، وعلى الواقع يصعب تطبيق هذه النظرية، لأن الأهلي لم يعانِ وحيداً من مرارة الخروج، فالهلال سبقه بخروج «محرج» وبرباعية، وجماهيره طالبت بتغيير كل شيء في الفريق، لكن اللاعبين لم يتأثروا بشيء، عادوا وخطفوا الوصافة وتحسنت أوضاع الفريق الذي لم يخسر أية مباراة منذ عاد من آسيا. الاتحاد في الطرف المقابل يعاني من كل شيء خرج من البطولة الآسيوية على يد الند الأهلي وإدارته تختنق تحت ركام الديون، واللاعبون اشتكوا رسمياً تأخر مستحقاتهم، ومع ذلك ما زال وضعه أكثر ثباتاً. أهلي هذا الزمان إن فشل في تحقيق أضخم عدد من البطولات، فإنه لن ينجح في ذلك لاحقاً، لكنه إن أراد النهوض فعلاً فعلى جماهيره أولاً، الاقتناع بأن البطولات القصيرة لا تصنع فريقاً، وأن الصفقات الضخمة وحدها لا تجلب الألقاب، ولا تصنع الأمجاد، وأن التغني بفريق الأحلام يحتاج بلوغ الأحلام أولاً، وأن الموسم الماضي بكل ما حواه انتهى وأن الميدان لا يتسع للكسالى. ... أما في الاتحاد في الاتحاد وحدها الجماهير تدفع الثمن تبكي على لاعبين ظلموا بغياب المستحقات، وتبكي إدارة عاجزة عن النهوض بالفريق، وتحزن على مدرب يملك الكثير جاء في غير زمانه. في الاتحاد أعضاء شرف لا يعنيهم الكيان، ولاعبون مظلومون ينتظرون من الفرصة ما يكفي، وآخرون يملكون من الفرصة أكثر ممّا يستحقون، ونايف هزازي لاعب صنعه الاتحاد ليتضخم فجأة، ويقتنع بأنه أكبر من صانعه. في الاتحاد آلاف من المشكلات، والحل بالتأكيد لن يكون أحمد الفريدي، في الاتحاد الحل هو تكاتف لا يعرف الاسماء، في الاتحاد لا حل إلا ب«الاتحاد» لكن هذا سيغيب، فرئيس الزمان الغابر يرفض علاقة تربطه بأي رئيس جديد، ورئيس اليوم لن يقوى وحده على كل شيء. في الاتحاد فريق آخر يعمل في الخفاء ليوصل رسالة مفادها، عندنا توقف الاتحاد ومن دوننا سيموت، ما لا يعرفه هؤلاء أن الكيانات لا تموت، وأن الجماهير ستعشق الفريق، وستدعمه حتى في غيابهم، ففي الاتحاد جماهير لا تعرف اليأس، ولا تنتظر رد الجميل، في الاتحاد جماهير تعرف الشعار بعيداً عن كل الأسماء. [email protected]