عمل الزوج بنظام التناوب «الورديات» يختلف عن غيره من الأعمال والمهن، إذا يغيب عن أسرته النظام والجلسات العائلية حول موائد الطعام في الواجبات الرئيسة، بل إن زوجات موظفي نظام الدوريات تواجههن مشكلة في التكيف مع ساعات عمل الزوج الطويلة سواء في النهار أو الليل والتي تمتد إلى 12 ساعة في اليوم. وترى الزوجات أن اختلاف جدول عمل الزوج واختلاف أيام راحته يفقدهن متعة التواصل الاجتماعي خصوصاً في التجمعات العائلية لدى أهل الزوجة أو الزوج والتي في الغالب تتم في أيام نهاية الأسبوع. وتقول رؤى صالح: «إن عمل زوجي بنظام التناوب جعلني أنظم وقتي بحسب جدوله، وهذا أسهم في عدم مشاركتي الكثير من اللقاءات العائلية والتي تصادف وقت انشغال زوجي في العمل»، مشيرة إلى أنها وجدت مشكلة في التكيف مع ساعات عمل زوجها الطويلة، وتزيد: «كنت أعاني من إشكالية عدم القدرة على التكيف مع طول ساعات عمل والتي أعاني فيها من فراغ في بداية زواجي». وتضيف: «إن صعوبة التكيف وبقائي فترات طويلة وحيدة في المنزل وفي أوقات مختلفة من اليوم أوجد العديد من الإشكاليات الزوجية بيني وبين زوجي مما دفعني للتفكير في الطلاق خصوصاً وأني أعيش غالب الوقت بمفردي في المنزل»، منوهة بأنها حاولت تشغل وقتها أثناء عمل زوجها بعدد من الهوايات ومنها القراءة وتقول: «استطعت مع مرور الوقت تقبل طبيعة عمل زوجي خصوصاً بعدما عمدت على شغل نفسي وقت عمله وتنظيمي وقتي مع طبيعة عمله». وسهام إبراهيم لا تختلف كثيراً عن رؤى صالح، إذا وجدت صعوبة بالغة في تقبل طبيعة عمل زوجها والتكيف مع ساعات عمله الطويلة والمختلفة. وتقول: «إن طبيعة عمل الزوج في نظام التناوب تجعل المنزل يفقد النظام والمواعيد المحددة لتناول الطعام، وأدركت اختلاف حياتي الجديدة عما كانت في السابق في منزل والدى حيث النظام في مواعيد الطعام والنوم والاستيقاظ». وتضيف: «عملت على تهيئة جو المنزل بما يتناسب مع طبيعة عمل زوجي، إذ يتم تنظيم مواعيد الوجبات الغذائية بحسب جدول عمل زوجي، إضافة إلى تنظيم مواعيد خروجي من المنزل بحسب وقت عمله»، منوهة بأن التنظيم أسهم في خلق جو من الحميمية داخل المنزل لا سيما وأنها تحرص على مراعاة متطلباته أثناء وجوده في المنزل. في حين ترى عزة علي أن عمل الزوج بنظام التناوب جعل الزوجة يقوم بمهام الأب والأم في الوقت ذاته، وتقول: «ألعب دور الأم والأب معاً في المنزل خصوصاً وان التغير المستمر لأوقات عمل زوجي يصعب عليه عملية متابعة الأبناء وتربيتهم». ونوهت بأنها وجدت صعوبة بالغة في التكيف مع طبيعة حياتها وتطوعها بما يتناسب مع جدول عمل زوجها والذي يدوم فيه بأوقات مختلفة نهاراً أو ليلاً. أما رزان حامد ففضلت الانفصال عن زوجها لعدم قدرتها على التكيف مع طبيعة عمله، وتقول: «فضلت الانفصال عن زوجي بسبب طول فترة دوامه والتي تختلف أوقاتها بين اليوم والآخر». وتضيف: «لم أشعر أنني تزوجت إذ إن نصف اليوم يقضيه زوجي في دوامه والنصف الآخر بين نوم وراحة وهذا جعلني أشعر بأننى قطعه أثاث في المنزل»، منوهة بأن اختلاف أوقات العمل بين الليل والنهار أسهم في عدم تمكنها لرؤيته إلا أياماً معدودة ولساعات محدودة في الأسبوع».