حصرت الأفلام والمسلسلات العربية المحامي في شخصية الرجل «الفهلوي» الذي يمتلك مهارات متعددة وخارقة للعادة لإثبات نظريته وإظهار براءة المتهم. سواء كان بريئاً أو مذنباً، تلك الشخصية الفهلوية كما يقال عنها لا ينطبق على واقع وحياة المحامي والذي ترى فيه زوجته أنه شخص دقيق ونظامي وحريص ومتابع لكل صغيرة وكبيرة داخل منزله على رغم انشغاله في كثير من الأحيان. فهويدا التي ارتبطت بمحام متخصص في القضايا العائلية منذ 20 عاماً ترى أن حياتها منظمة ومنسجمة مع طبيعة عمل زوجها. وتقول: «إن النظام والدقة في كل شيء مطلب رئيسي لزوجها في حياته اليومية، فهو يقدر مواعيد الطعام خصوصاً ما يتعلق بوجبة الغداء والتي يحرص على تناولها معنا على رغم انشغاله بمواعيد بموكليه». وتضيف: «يحرص زوجي على تنظيم أوقاته بحيث يوافق بين ذهابه للمحكمة في الصباح ومواعيد موكليه في المساء، إذ يرى أن وجوده بين عائلته في وقت الظهيرة من أهم أولوياته فهو لا يتأخر في العودة إلى المنزل يومياً وقت الغداء لتناوله معنا والحديث مع أبنائه في تفاصيل يومهم الدراسي». مشيرة إلى أن زوجها متابعة بدرجة امتياز لأحوال البيت والمنزل ويسهم في حل الإشكاليات التي نواجهها بطرق قانونية وكأننا من ضمن موكليه». أما نشوى فترى أن عمل زوجها في المحاماة أكسبته مزاجية غريبة في التعامل، إذ ان مشكلاته وهموم موكليه تنقل إلى المنزل، وتقول: «حياتي لا تسير على وتيرة واحدة بل متقلبة وتخضع لمزاجية زوجي إذ غن الفرح يعم أجزاء المنزل في حال كسبه لقضية ما، وينقلب الوضع في حال الخسارة»، مشيرة إلى انه يكون شارداً للذهن في حال لم يتوصل إلى حل لقضية ما، وهو في الغالب يكون منكباً على كتب القانون داخل مكتبة في المنزل لساعات متأخرة من الليل وهذا يتطلب تهيئة جو هادئ ومناسب لطبيعته وطبيعة عمله. أما أميرة فترى أنها أصبحت موسوعة في القانون لا سيما وأن زوجها يتحدث معها في القضايا التي يتوكل فيها وعن الثغرات القانونية التي يستطيع من خلالها نقض حكم معين في قضية ما. وتقول: «إن سنوات زوجي العشر في المحاماة جعلتني أتعلم الكثير من الأحكام وكيفية التصرف في قضية ما خصوصاً في ما يتعلق بقضايا الطلاق والخلع والحضانة»، منوهة بأنها أصبحت مستشارة لعائلتها وبعض صديقاتها في مشكلاتهن الأسرية. وبعيداً عن ساحات المحاكم والقضايا ترى زوجات المحامين أنهن محظوظات بالاقتران من محامين، لا سيما وأن حياتهن منظمة أكثر من غيرهن رغم انشغال الزوج طيلة أيام الأسبوع إلا أن هناك يوماً عائلياً مخصصاً لهن ولأبنائهن. وهذا ما أكدته هدى بقولها: «في أيام الأسبوع يكون زوجي في ذروة انشغاله، ولكنه يعوضنا أنا وأبناءه في آخر الأسبوع إذ يخصص يوم الجمعة كيوم عائلي يقضيه معنا بكامله». وتضيف: «أستطيع التكيف سريعاً مع طبيعة عمل زوجي، فعمله المنظم والدقيق جعل منه شخصاً متفاهماً ومنظماً مما انعكس علينا كأسرة فالنظام شيء رئيسي في المنزل ومخالفة النظام توجب العقوبة بحسب قانون رب المنزل».