يمكن لعائلة ارو سميث السعيدة حقا أن تعلم العرسان والأزواج الشبان دروسا قيمة ومفيدة عن إمكانية ديمومة الحياة الزوجية السعيدة وذلك لأن زواجهما استمر سعيدا ودون نكد وتكدير طيلة ثمانين عاما كاملة ولا يزالان مما جعل الزوجين البريطانيين يفخران الآن بأنهما ضربا الرقم القياسي في الحياة الزوجية الهانئة في العالم. وكانت قصة لقاء الزوجين العجوزين قد بدأت في عام 1925 عندما التقى بيرسي ارو سميث وزوجته فلورانس في مناسبة عامة في هيرفورد حيث كان وقتها بيرسي يعمل كاتبا في مكتب محاماة بينما كانت فلورانس تعمل في مدرسة خاصة وقالت فلورانس متذكرة تلك الأيام الخالية إن بيرسي كان يبدو متجهما وصارما إلا انه بمرور الوقت اصبح لطيفا وغير عابس. وللزوجين المثاليين ابنان وابنة تبنياها بعد أن هجرتها أمها الممثلة وتضم مملكتهما العائلية في الوقت الراهن ستة أحفاد فضلا عن تسعة من أحفاد الأحفاد. ويعزو الزوجان المثاليان سبب سعادتهما الزوجية الطويلة والمستمرة إلى الحب النقي والشعور العاطفي الجياش المتبادل بينهما علاوة على شعورهما المشترك بالتسامح والتغاضي عن صغائر الأمور . وقالت فلورانس ذات المائة ربيعا الآن انه لم يحدث مطلقا أن أوينا إلى الفراش وفي نفوسنا شيء من الغضب أو الضغينة وإذا حدث أن تشاجرنا أو اختلفنا في الرأي خلال اليوم فإننا ننسى كل ذلك قبل نهاية النوم ونتصافى ونتصالح قبل الذهاب إلى فراشنا. ولا يزال الزوجان السعيدان يعيشان في نفس المنزل الذي اشترياه قبل سبع وسبعين سنة ولا يفكران مطلقا في مغادرته إلى بيت العجزة والمسنين. وتقول فلورانس لقد عملنا بجهد وشقينا لشراء هذا المنزل في شبابنا ولن نغادره أبدا ويشاطرها القول أيضا زوجها الذي يكبرها بخمس سنوات. وبالرغم من سعادة الزوجين إلا أن حياتهما لا تخلو من بعض المكدرات الصغيرة والتي يعتبرها كثير من الخبراء الاجتماعيين بأنها بمثابة الملح على الطعام ومنها على سبيل المثال اختلافهما في مشاهده برامج تلفازية معينة وحب فلورانس الشديد لتناول الحساء وعدم تنازلها عنه في كل الوجبات ومع ذلك فقد اعتاد زوجها بطيب نفس على ما تحبه وترغب فيه زوجته وكذلك اعتادت فلورانس أن تفعل .