تشبه زوجات رجال الأعمال، حياتهن ب«البورصة»، فالأرباح والخسائر تتدخل كثيراً في نوع وطريقة الوقت الذي يقضيه الزوج مع أسرته. وترى سحر عبدالعظيم، المتزوجة من رجل أعمال، بأن «غالب رجال الأعمال لا يملكون وقتهم»، موضحة «أستطيع أن أصف حياتي الزوجية بالمتوسطة. لكنني قليلاً ما ألتقي وعائلتي بزوجي». وتعتقد سحر، أن العمل الحر «يختلف كثيراً عن العمل المحدد بدوامٍ ثابت. ولكن لكلٍ منهما طعمه الخاص»، مضيفة «أعتدت الأمر منذ سبع سنوات، وأصبح بالنسبة لي طبيعياً. فيما أثمن بعض اللقطات التي يمنحنا إياه زوجي، وسط مشاغله الكثيرة جداً، وظروف المشاغل وصعوبتها». وتقول آمال سعدون، التي يواصل زوجها الليل بالنهار: «فهمت الأمر منذ زواجي، واعتدت على فهم نفسيته، واستيعابها جيداً، فحين يكون موسم عمله حصاداً، أجده معنا في الدقيقة كما العام، سعيداً ومحباً ومشاركاً. وحين يكون الموسم شحيحاً، أجده شاحباً متأثراً بالوضع، ما ينعكس سلباً على حياتنا الخاصة. وأجد أن جميع زوجات رجال الأعمال يتقاسمن هذا الشعور». وترفض الجوهرة سالم، الانصياع وراء المألوف، «فجدي رجل أعمال، وتعلمت والدتي من أمها، كيف تتعامل مع والدي رجل الأعمال. وحين تزوجت من رجلٍ يعمل بلا وقتٍ محدد، لم أجد ضيراً في الأمر. وكيفت وقتي مباشرة مع الأوقات التي يمكنني الالتقاء فيها به. وأحياناً تكون الطائرة هي المكان الذي نلتقي فيه. عدا عن ذلك؛ فقد عودته على أن لا يأخذ العمل من حياته الخاصة، وأولاده. وهو يمنحنا الوقت الذي نريده للحديث والتشاور وتبادل المتعة. مع احترامنا لمشاغله. فنحن لا نود أن نكون عائلة أنانية. واستطعنا التوفيق في حياتنا، بطريقة تضمن استمرارية كل منا بطريقته التي لا نجد من خلالها نقصاً». وفي السياق ذاته، ذكرت الاختصاصية الاجتماعية عبير زايد، أن «بعض زوجات رجال الأعمال، يشعرن بضيق الخناق عليهن. ويعتقدن أن حياتهن ناقصة، لعدم وجود أزواجهن معهن بصفة دائمة، بسبب انشغالهم في أعمالهم الحرة، التي غالباً ما تكون في أوقات مفاجئة، على حساب أوقات عائلية يغيبون عن أسرهم». وطالبت زايد، الزوجات ب «تفهم الوضع العام لطبيعة أزواجهن»، لافتة إلى أن الأمر «لا يتعلق في الربح والخسارة، ومزاجية الأزواج، وإنما في طبيعة هذا العمل الشاق، الذي يتطلب تفهماً من الزوجات حال تغير الخطط العائلية المتوقعة». ووصفت بعض الزوجات ب «غير الصبورات، ما يعود سلباً على حياتهن العائلية وعمل الزوج. والأمر يختلف لدى الزوجات الصابرات، اللواتي يتفهمن جيداً طبيعة حياة أزواجهن العملية، من منطلق أن وراء كل رجلٍ عظيم امرأة، كانت داعمة له». بدوره، يؤكد الاختصاصي النفسي نبيل السادة، أهمية تعاون الأزواج مع زوجاتهم، «فعمل الرجل الحر يتطلب منه نوعاً من التفهم لنفسية الزوجة، التي تطالبه بالاهتمام بها وأولادها. كما يطالبها هو بالاهتمام بعمله». وطالب رجال الأعمال ب «التوازن في العمل». وأوضح السادة، أن «كل شيء في الحياة لا بد أن يكون بطريقة متوازنة وطبيعية، مهما حقق الرجل من نجاح، فيجب أن لا يكون هذا على حساب نجاح عائلته، حين لا تجده الزوجة، ولا يجده الأبناء، فهو بهذا لن يحقق المعادلة المتوازنة من النجاح، لذا عليه أن يمنح عائلته وقتها الخاص بها، حتى لا يصل إلى مرتبة عالية من النجاح، ولا يجد من يبتهج للقمة التي وصل إليها سواه، فالزوجة تريد وقتاً، لتمنح الأولاد الطاقة التي تمنحهم الصبر على فراقه في كثير من الأوقات».