اكتشف باحثون أميركيون جراثيم تعيش في بحيرة مالحة في أنتاركتيكا من دون ضوء ولا أوكسيجين، أي في بيئة ظروفها قاسية قد تكون موجودة في أماكن أخرى من نظامنا الشمسي يمكن أن يتكون فيها هذا الشكل من الحياة. وتضم البحيرة المسماة «فيدا» نسباً عالية جداً من الأمونيا والنيتروجين والهيدروجين والكبريت والنيترات وأوكسيد النيتروجين. وتعيش الجراثيم في هذه البحيرة الواقعة في القطب الجنوبي تحت 20 متراً من الجليد في مياه تتخطى نسبة ملوحتها 20 في المئة وتقارب حرارتها 13 درجة مئوية تحت الصفر. وقال الباحث ناثانييل أوستروم إن «اكتشاف هذه المنظومة البيئية يعطينا مؤشرات الى وجود بيئات جليدية أخرى منعزلة على سطح الأرض، والى إمكان وجود أشكال أخرى من الحياة على كواكب أخرى مغطاة بالجليد». وأشار إلى أن النسب المرتفعة من الهيدروجين وأوكسيد النيتروجين على شكل غاز توفر على الأرجح الطاقة الكيماوية التي تسمح لهذه البيئة الجرثومية بالاستمرار. وتتكون هذه الغازات إثر تفاعلات بين المياه المالحة جداً والصخور المجاورة لها الغنية بالحديد. وعلى رغم درجة الحرارة المنخفضة جداً وغياب الضوء ونسبة الملوحة العالية، تضم هذه البيئة عدداً كبيراً من الجراثيم المتنوعة القادرة على العيش من دون طاقة الشمس.