يتكون النفط من الهيدروكربونات التي تتكون بدورها من الهيدروجين والكربون وبعض الأجزاء غير الكربونية والتي يمكن أن تحتوي على النيتروجين والكبريت والأوكسجين. وينظر معظم الجيولوجيين إلى النفط بأنه ناتج من تأثير الضغط والحرارة على النباتات القديمة على مر العصور الجيولوجية. وطبقا لهذه النظرية فقد تكون النفط من تحلل بقايا نباتات وكائنات حية منقرضة. وهناك نظرية أخرى تفترض أن النفط نتج من تأثير الضغط والحرارة على الكربون والهيدروجين اللذين يتكون منهما الميثان والكثير من الهيدروكربونات الثقيلة. وطبقا لهذه النظرية، وهي نظرية المنشأ غير النباتي وغير الحيوي أو غير العضوي للنفط، فإن النفط في تشكل مستمر نتيجة اتحاد الكربون مع الهيدروجين في أعماق الأرض، أي أن موارد الهيدروكربون غير قابلة للنضوب. وقدم فريق العلماء برئاسة العالم الروسي الكسندر غونتشاروف من معهد كارنيغي بواشنطن، براهين جديدة على نظرية المنشأ غير العضوي للنفط نشرت في مجلة Nature Geoscience مؤخرا. وحصل هؤلاء العلماء خلال تجربة أجروها في بيئة تماثل الطبقات العميقة لقشرة الأرض على الهيدروجين والكربون والهيدروكربونات الثقيلة نتيجة لتأثير الضغط والحرارة على الميثان. ويقول العالم الروسي فلاديمير كوتشيروف، وهو أحد العلماء الذين أجروا التجربة في مختبر معهد كارنيغي، إن نتائج عملهم تدعم النظرية القائلة بأن الهيدروكربونات يمكن أن تتشكل في أعماق الأرض، ثم تتسرب إلى الطبقات العالية لقشرة الأرض حيث حقول النفط والغاز، وهي النظرية التي طرحها علماء روسيا قبل سنوات طويلة.