موسكو، خدمة دنيا - ا ف ب - إعتبر عدد من العلماء أن دراسة العينات المأخوذة من بحيرة "فوستوك" الغامضة، والتي بلغها باحثون روس على عمق حوالى أربعة كيلومترات من الجليد في القارة القطبية الجنوبية "أنتارتيكا"، قد تكشف تفاصيل جديدة عن تطور الأرض بالإضافة إلى أشكال جديدة من الحياة. ويقول "غيرمان ليتشينكوف"، المتخصص في موارد أنتارتيكا في المعهد الروسي للأبحاث العلمية، أنه "من الممكن وإن كان الاحتمال ضئيلاً إكتشاف كائنات حية دقيقة نجهلها". ويضيف "قد تكون كائنات حية دقيقة تطورت هناك وتأقلمت مع الظروف القاسية". أما "فلاديمير سيفوروتكين"، من جامعة ولاية موسكو، يبدو أكثر إيجابا إذ يعتقد أن "علماء الأحياء سيكتشفون في البحيرة جراثيم غير معروفة حتى اليوم". يذكر أن فريقاً روسياً تمكن الأحد 4 شباط(فبراير)، وبعد عشرين سنة من التنقيب، من بلوغ البحيرة المعزولة منذ مئات آلاف السنين على عمق 3769,3 متراً. ويقول الخبير "سيرغي بولات"، من معهد الفيزياء النووية في سان بطرسبورغ، أن "العلماء الروس يعتزمون بلوغ قعر بحيرة فوستوك خلال سنتي 2013 و2014". مشيراً إلى أن "عمق المياه تحت الثقب الذي أحدثه آلات التنقيب يقدر بين 600 و700 متر". ويضيف بولات "إذا اكتشفنا حياة جرثومية في هذه المياه التي تحتوي على نسبة كبيرة من الأوكسجين فسيشكل هذا أعظم اكتشاف لأن هذا الشكل من أشكال الحياة غير معروف حتى اليوم على الأرض". وأعلن مدير البعثة الروسية "فاليري لوكين" أن "العينات الأولى ستؤخذ في كانون الأول(ديسمبر) خلال فصل الصيف المقبل في "أنتارتيكا"، وأن طبقات الترسبات تخبئ معلومات عن تغيّر الطبيعة والمناخ منذ 15-20 سنة في وسط "أنتارتيكا". ويضيف أن "إكتشاف هكذا معلومات سيكون فريداً من نوعه، لأننا نملك حالياً معلومات قليلة جداً عن هذا الجزء من قارة "أنتارتيكا" المغطاة في معظمها بالجليد". ويتابع أنه "بغية اكتشاف هذه المعلومات، من الضروري تطوير تكنولوجيا تنقيب موثوقة من ناحية السلامة بغية تفادي أي شكل من أشكال التلوث في المنطقة المستهدفة". وكانت أصوات كثيرة قد علت احتجاجاً على أعمال التنقيب التي يجريها الروس على حرارة خمسين درجة تحت الصفر والتي قد تسبب التلوث بحسب علماء فرنسيين وبريطانيين. ويشير البروفسور "مارتن سيغرت"، مدير كلية علوم الأرض في جامعة إدنبره، إلى أن "الروس يستعملون "الكيروسين" حول حفرة التنقيب لإبقائها مفتوحة". وكان فريقاً فرنسياً حاول بلوغ بحيرة "فوستوك" لكنه عدل عن ذلك في أوائل العام 2000 بغية تفادي التلوث، فيما استمر الروس في ذلك "حرصاً على الهيبة الوطنية"، بحسب مدير قسم الأبحاث في وكالة الطاقة الذرية الفرنسية "جان جوزل". يشار إلى أن مياه بحيرة فوستوك التي يوازي حجمها حجم بحيرة "أونتاريو"، بقيت بشكلها السائل بفضل ارتفاع الحرارة الأرضية والعزل الذي أمنه الغطاء الجليدي لها. والدليل على أهمية هذه البعثة بالنسبة إلى موسكو هو الزيارة التي قام بها وزير الموارد الطبيعية والبيئة الروسي "يوري تروتنيف" إلى موقع التنقيب، والأهمية التي تعطى لهذا البحث العلمي. يذكر أنه في العام 2010، اكتشف باحثون أميركيون في قعر بحيرة في كاليفورنيا جرثومة قادرة على التطور بواسطة الزرنيخ، ما شكل نقطة تحول في الأبحاث حول الحياة.