أكدت نائبة الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحوار الأديان والثقافات كلاوديا بانديون-أورتنر، أن المركز «سيكون مستقلاً بما تحمله الكلمة من معنى، ولن يكون له أي دور سياسي على الإطلاق». وقالت كلاوديا التي شغلت من عام 2009 إلى غاية العام الماضي منصب وزير العدل في النمسا في حديث إلى «الحياة»، حول معارضة إنشاء المركز التي سبقت الموافقة عليه من البرلمان النمساوي: «في الدول الديموقراطية يحق للجميع المعارضة، والبرلمان حسم الأمر، أعتقد أن هناك الكثير من سوء الفهم، ويجب علينا من أجل إيضاح الحقائق أن نجلس سوياً ونتحاور، ونتبادل وجهات النظر أو المخاوف ومناقشتها سوياً». وأضافت: «أعتقد أن البعض لم يفهم أن المركز يمثل خمس ديانات، ولا تقوده ديانة بعينها، كما لا تسيطر عليه أي جهة، وأنه لا يشكل أية خطورة، بل على العكس تماماً». وأكدت الوزيرة السابقة والحائزة على جوائز في مكافحة الفساد على استقلالية المركز الكاملة، بقولها: «أسمح لي أن أؤكد على أمر يجب على الجميع إدراكه، نسبة اهتماماتنا السياسية في المركز صفر في المئة، ولن يكون لنا أي دور سياسي من قريب أو بعيد، كما أحب أن أؤكد أن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين الأديان والثقافات، لن يكون سفارة لأية دولة، وأقصد هنا السعودية وإسبانيا والنمسا، كونها الدول المؤسسة للمركز، وما أثير سابقاً حول إمكان فرض إحدى الدول الثلاث لأجندات معينة، أو سيطرتها على المركز، يدخل بدوره في نطاق سوء الفهم، وعدم إدراك الحقائق، أستطيع أن أؤكد أن المركز مستقل تماماً». وعن صعوبة تحقيق مهمات المركز في ظل التحديات التي أشارت إليها، قالت: «أعتقد أنه تحدٍ رائع، ولا يجب أن يكون أي تحد بالنسبة إلينا أمراً صعباً، فبالخطوات السليمة في الاتجاه السليم، سنتمكن من تحقيق النجاح، وبالتالي تحقيق أهداف المركز النبيلة». وأضافت: «إلا أنه لا يمكن القول بأنها مهمات يوم وليلة، إنها مهمات وقضايا تحتاج إلى وقت طويل من العمل الجاد والمستمر، وأنا متفائلة تماماً بأن المركز سيحقق النجاح ويغير ما نسعى إلى تغييره، ولكن يجب أن نتحلى بالصبر». وعن عدد الديانات الممثلة في المركز، وموقع الأقليات الدينية من اهتمامات المركز، أضافت نائبة الأمين العام التي شغلت سابقاً منصب قاضي المحكمة الإقليمية في فيينا: «هناك أعضاء يمثلون جميع الديانات الرئيسة، إلا أنه هناك أيضاً منتدى استشاري للمركز، يضم 100 شخصية من أتباع الأديان والثقافات المختلفة في العالم، وأتفق معك في أنه في المستقبل ستكون هناك حاجة للعمل مع ممثلي جميع الأديان، بما في ذلك الأقليات».