رأت وزيرة العدل النمساوية السابقة ونائبة الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لحوار أتباع الأديان الثقافات في فيينا الدكتورة كلاوديا بانديون أورتنر أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار أتباع الأديان باتت تفيض حياة بافتتاح المركز رسميا، وأعربت عن امتنانها لتولى هذا المنصب، معتبرة أن المركز يأتي تواصلا لتاريخ النمسا مع الإسلام، ولا سيما أن بلادها تحتفل في هذا العام بمائة عام على التعايش مع الإسلام، وأشارت في حوارها مع «عكاظ» إلى برنامج المركز وإلى الجهود التي أخرجت هذا الصرح الحضاري والثقافي الكبير والى نص الحوار: أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مبادرته التاريخية لحوار أتباع الأديان والثقافات.. كيف ترون هذه المبادرة في ضوء الترتيبات الجارية في فيينا؟ هذه المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مبادرة تعمل على خدمة الإنسانية وجعل سياسة الحوار أولوية للتفاهم بين الشعوب، ويمكن القول إن المبادرة اليوم باتت تفيض حياة بالخطوة التاريخية بافتتاح المركز العالمي في العاصمة النمساوية فيينا، فضلا عن التعاون الذي لمسته بين أفراد مجلس إدارة المركز، والذين يمثلون جميع الأديان والثقافات، وهو في حد ذاته دليل مؤكد على نجاح مفهوم الحوار في الحياة اليومية وفي التعامل مع الآخر، من جهة أخرى، فإن البرنامج الذي سنقدمه يوم الافتتاح وما ينوي المركز تقديمه في الفترة القادمة سوف يؤكد على أن مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحوار أتباع الأديان والثقافات تعمل على تحقيق الحوار على الأرض وعلى مد جسور التفاهم بين الشعوب والديانات والثقافات. جسر تواصل تم اختياركم كنائبة للأمين العام للمركز.. ما مهمتكم؟ الحقيقة أنه من خلال تجربتي على مدى سنوات كقاضية جعلتني أعلم تماما أهمية الحوار في جميع ظروف الإنسان الحياتية، هذه التجربة أرغب في نقلها في مهمتي هذ،ه كما أنه لدي قنوات اتصال عديدة اكتسبتها من خلال عملي كوزيرة للعدل ثم كمسؤولة بالأكاديمية العالمية لمكافحة الفساد، وأظن أن هذه الخبرات يمكن استخدامها في عملي الجديد في هذا المركز.. من جانب آخر، فإني أرى منصبي كنائبة للأمين العام الدكتور فيصل بن عبدالرحمن بن معمر بمثابة جسر وصل بين المركز والمؤسسات النمساوية. إلى أي مدى تعتقدين أن المركز سينمي مفاهيم الحوار؟ هذا من المؤكد ولا جدال فيه، ولا سيما أننا نعمل في إطار برامج محددة من أجل الوصول إلى جميع الأطراف والمؤسسات الدينية والثقافية.. ما هي البرامج؟ سوف نبدأ يوم الافتتاح، والذي سيوافق يوم 26 نوفمبر الجاري بتقديم أول برنامج والفعاليات القادمة ما زالت تحت الترتيب والصياغة. ما وضع الإسلام في النمسا؟ الإسلام في النمسا يتمتع بتقاليد وتاريخ طويل. نحن نحتفل في هذا العام بمرور 100 عام على إقرار «قانون الإسلام»، بمعنى أن النمسا أقرت منذ 100 عام أن الإسلام دين معترف به رسميا في البلاد، وخلال هذه العقود كان للإسلام دور لا يستهان به في البلاد، من شأنه إثراء الحوار الثقافي.. المشاكل التي نواجهها اليوم في النمسا تتعلق بصعوبة اندماج بعض الجماعات في المجتمع النمساوي، وهي ليست مشاكل تنطوي على أمور دينية مع الإسلام، ولكنها بالأكثر مشاكل سياسية. ما اللغة التي ستكون متداولة داخل المركز؟ لغة العمل ستكون الإنجليزية، والمطبوعات والمؤتمرات سوف تكون على جميع لغات الأممالمتحدة. كيف تم اختياركم لهذا المنصب من سيدة قانون إلى نائبة الأمين العام؟ في الحقيقة أن الترشيح جاء من وزارة الخارجية النمساوية، ثم تم اختياري من خلال «مجلس الأطراف»، والذي يضم الدول التي تمثل المركز، وهي المملكة العربية السعودية والنمسا وأسبانيا. مرحلة التأسيس هل لديكم خبرة سابقة في حوار أتباع الأديان والثقافات؟ خلال المراكز التي توليتها في السابق لعب الحوار دورا هاما جدا، غير أني تعلمت الكثير خلال الشهور الستة الماضية فيما يتعلق بموضوع حوار أتباع الأديان. بجانب الدول المؤسسة للمركز وضم الفاتيكان كمراقب بمجلس الإدارة.. ما هي الدول التي ستنضم لاحقا للمركز؟ في البداية، فان المركز في مرحلة التأسيس، وهذا يتم في الأفضل مع الأطراف المؤسسة ومجلس الإدارة الحالي، وسوف نتابع مسار العمل في الفترة القادمة ومنها سيتم تحديد أعضاء جدد. كيف يرى الرأي العام في النمسا هذا الحدث بافتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحوار أتباع الأديان والثقافات؟ في البداية، كان هناك بعض من سوء الفهم من قبل الرأي العام؛ لأنه لم يكن هناك تصور شامل لعمل المركز، إلا أن التغطية الإعلامية التي نتابعها الآن وبعد الخطوات الإيجابية التي تم عملها نجد أن هناك تقديرا كبيرا لما سيقوم به المركز من جهود فعالة في حوار أتباع الأديان والثقافات، فضلا عن دعمه النمسا كمركز دولي باختيارها مقرا للمركز، وفي القريب سيكون كل من لديه تحفظ فخورا بوجود هذا الصرح في فيينا.