كسر فرع جمعية الثقافة والفنون بحائل مساء الثلثاء الماضي، نمطية الأنشطة المنبرية، التي دأبت المؤسسات الثقافية في المنطقة على تقديمها، بما فيها فرع الجمعية نفسه، إذ قدم تجربة رائعة جداً، أشبه بفنتازيا امتزج فيها الشعر بالإضاءة بالموسيقى بالتمثيل، حازت إعجاب الحضور. أبطالها الشاعران خليف غالب ومحمد العتيق، بحضور عدد من الوجوه الثقافية في المنطقة وجمهور كبير من محبي الشعر والمسرح في مقر الجمعية. وانطلقت الأمسية بقصيدة «إلى جلالة الوطن» للشاعر خليف غالب وفيها يقول: وطني عشقتك فاندمجت بداخلي/ فالسهل سهلي والهضاب هضابي/ سيظل عشقي في سمائك نجمة/حتى تواريني غداً بترابي». ثم ألقى قصيدة بعنوان «صمت» ومنها: في البال من عنت المساء زفير/ والصمت في حرم المحبة زور/ لا أرض تحوي ما أريد ومهجتي/ قد شابها التحريف والتزوير». ثم امتطى صهوة الشعر الشاعر محمد العتيق بقصيدة «سامحت بعدك»، و فيها يقول: سامحت بعدك لكن لست ناسيك/ يا فتنة الأرض في صوت التباريك/ سامحت بعدك لو طولت لا أحد/ يسلي انتظاري سوى تذكار ماضيك». ثم قرأ قصيدة «له عامان» ومنها: له عامان لا يبكي/ ولم أشهد له دمعة/ ولكن حينما غابت/ تناثر لم أطق جمعه». بعدها قرأ الشاعر خليف قصيدة «ضحايا» رافقها عرض مسرحي، يصور معاني القصيدة ويؤدي الأدوار فيها الممثل محمد الهمزاني، الفائز بجائزة أفضل ممثل في ملتقى الشمال المسرحي والممثل طلال الرمال والممثل الطفل خالد الحربي، الذي أدى دور الخطاب الوطني وقدم لوحة إنشادية مسرحية. ثم قدم العتيق قصيدة «غزة» رافقها عرض مسرحي أداه الهمزاني والرمال والحربي، يصور معاناة الطفل الفلسطيني اليومية مع الحصار، ثم توالت قصائد الشاعرين ترافقها المشاهد التي قاطعها الحضور بالتصفيق الحار. وقال مخرج المسرحية زكريا المؤمني: «إن هذه التجربة تعد خروجاً على التقليدية في الأمسيات، وحاولنا فيها أن نبرز تكامل الفنون ونعتمد على اللوحات المسرحية في تجسيد المعاني، التي يقدمها الشعراء في قصائدهم مع توظيف الخلفيات والإضاءة التي جسدت كثيراً من مفردات القصائد، التي ألقاها فرسان الأمسية المسرحية»، مضيفاً: «أن هذه التجربة الفريدة أثرت الحركة الثقافية في المنطقة». وأكد الشاعر خليف غالب أن تجربته في الأمسية المسرحية، أضافت بعداً شعرياً عميقاً في إيصال العاطفة إلى المتلقي، من خلال توظيف الأدوات المسموعة والمرئية ليعيش الحضور أجواء معاني القصيدة. أما الشاعر محمد العتيق فقال: «إن الأمسية تأتي كأحد الأنشطة الثقافية ل«فنون حائل» التي تثري الساحة الثقافية وتوصل الشاعر لجمهور الشعر الفصيح، وما قدم هذا المساء هو كسر لنمطية الشعر الفصيح وتقريب الشاعر إلى جمهوره». وعبر الأديب راضي المصارع عن إعجابه بما شاهده من مشاهد تمثيلية، وأداء مميز من الشعراء وما ألقوه من قصائد، وقال: «لقد سال سائل بشريان نابض والشكر للشاعرين وللطفل الموهوب». وقال رئيس نادي حائل الأدبي الأسبق الشاعر محمد الحمد: «استمتعت بما شاهدته هذا المساء، فهو ليس مسرحية ولا أمسية، بل أجمل من ذلك بكثير. فما أجمل أن يمسرح الشعر بهذا الإتقان وبهذه الروعة، فهو يضفي على الشعر جمالاً». وأشار إلى أن متعة الحضور كبيرة بتألق الشاعرين والمشاركين من الممثلين وإبداع ولمسات المخرج، وهذه خطوة موفقة وواثقة جداً في تطوير المشهد الثقافي والحركة الثقافية في المنطقة والدمج بين الفنون الثقافية بهذه الروعة. وقال الشاعر عثمان المجراد: «أنا مدهوش من هذا الجمال، وهي من أجمل الأمسيات التي حضرتها، وما دهشني أكثر الطفل المبدع».