دمشق، بيروت - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - حذرت إيران الدول الداعمة للمعارضة السورية أمس من مغبة تسليحها وشددت على أن ذلك يمكن أن يفتح باب «العنف المنظم» في المنطقة. وجاء التحذير الإيراني خلال استضافة طهران أمس اجتماعاً ل «المعارضة» والنظام السوري يهدف إلى محاولة إيجاد حل للأزمة عبر الحوار السياسي. وعلى رغم محاولات طهران دعوة أطياف من معارضة الداخل السوري للمشاركة، إلا أن جهودها فشلت إذ لم تشارك سوى تنظيمات مغمورة، وغابت أهم كتل المعارضة الداخلية «هيئة التنسيق الوطنية». كما غاب التمثيل الدولي تقريباً، باستثناء روسيا التي بعثت ب «رسالة» إلى المشاركين حذرت فيها الدول التي تساند «الائتلاف الوطني السوري» من أنها ترتكب «انتهاكاً فاضحاً» للقانون الدولي إذا زودت المعارضة بالأسلحة. وندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الرسالة ب «المقاربة العسكرية» للغربيين، وحذر من خطر رؤية «القاعدة ومجموعات متطرفة تستولي على الحكم في سورية» بفضل الأسلحة التي تزود بها المعارضة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا). وفي كلمته أمام اجتماع «حوار وطني في سورية»، قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إن بإمكان الشعب السوري تحديد مصيره من خلال الانتخابات، مشدداً على أنه يجب على النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد الاستجابة إلى المطالب الشعبية. كما تحدث عن التدخل الخارجي في الأزمة منتقداً معارضة الخارج ووصفها ب «الأنانية». وأضاف إن لدى إيران «اقتراحات ديموقراطية» في ما يتعلق بسورية، وان بإمكان الشعب السوري تحديد مصيره من خلال إجراء الانتخابات، كما أن على النظام السوري أن يلبي المطالب الشعبية. واعتبر صالحي أن حق انتخاب رئيس الجمهورية وحرية الصحافة والأحزاب هي أهم مطالب السوري، موضحاً أن «النظام السوري أعلن استعداده لتلبية مطالب الشعب، ومن شأن إقامة مؤتمرات كمؤتمر الحوار الوطني في طهران تسهيل الحوار بين النظام السوري والمعارضين». وضم اجتماع طهران نحو 200 من ممثلي الحكومة السورية ومختلف التيارات السياسية والدينية والعرقية السورية، بحسب وسائل إعلام إيرانية أشارت إلى حضور مجموعات «معارضة» صغيرة سرية أو مجهولة. ولم تشارك قوى وطنية فعالة في الحوار، إذ اعتذرت «هيئة التنسيق» الوطنية عن عدم المشاركة في اللحظات الأخيرة، اعتراضاً على عنوان الاجتماع الذي حمل اسم الحوار لأنها كانت تشترط أن يكون الاجتماع «تشاورياً» وليس «حواراً» مع الحكومة في المرحلة الحالية. وقال وزير المصالحة الوطنية السورية علي حيدر إن الدعوة إلى اجتماع طهران اقتصرت على «الحركات التي تقبل الحوار». لكن حتى الذين شاركوا أعربوا عن عدم رضاهم إذ انتقد نائب مجلس الشعب السوري المستقل محمد زهير غنوم الاجتماع «لأنهم جاؤوا بنا إلى هنا لنسمع الخطابات»، معرباً عن اعتقاده أن الاجتماع لا فاعلية له على الأرض. ورأى أن الأميركيين والروس اتفقا على إنهاء الأزمة من خلال إجراء انتخابات للمرحلة الانتقالية. ميدانياً، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حيي العسالي والحجر الأسود في جنوبدمشق. من جهته، قال التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل إن «إرهابيين أطلقوا قذيفتي هاون على الأحياء السكنية في منطقة المزة» في غرب دمشق، والتي تقطنها غالبية علوية. واستهدف الحي مراراً في الفترة الأخيرة بقذائف الهاون والعبوات الناسفة. كما أشار المرصد إلى قصف على حرستا ومحيط مدينة داريا في ريف دمشق الذي يشهد تصاعداً في العمليات العسكرية في الفترة الماضية. وفي محافظة حلب، سيطر المقاتلون على ذخائر وأسلحة اثر اقتحامهم الفوج 46 في ريف حلب الغربي، بحسب المرصد الذي أوضح أن اشتباكات تدور في محيط الفوج وداخله. والفوج 46 قاعدة استراتيجية مشرفة على مدينة الأتارب في ريف حلب، وتقوم من خلالها مدفعية القوات النظامية بقصف المناطق المحيطة. ويحاول المقاتلون المعارضون منذ أكثر من شهر السيطرة على هذا الفوج.