استهلّ الرئيس الأميركي باراك أوباما في بانكوك امس، جولة آسيوية هي الأولى منذ إعادة انتخابه، تشمل تايلاند وكمبوديا وخصوصاً زيارة تاريخية لميانمار تُعتبر دعماً لإصلاحات تنفذها الحكومة المدنية بعد عقود من الحكم العسكري، ووسط عنف بين بوذيين من عرق الراخين ومسلمي أقلية الروهينجيا. وترى الإدارة الأميركية في تايلاند حجر زاوية في التزامها الذي أعلنته خلال الولاية الأولى لأوباما، جعل منطقة آسيا - المحيط الهادئ «محوراً رئيساً» في ديبلوماسيتها، خصوصاً لمواجهة تعزيز الصين نفوذها. أوباما المولود في هاواي والذي أمضى جزءاً من شبابه في أندونيسيا، اعتبر نفسه أول «رئيس أميركي من المحيط الهادئ»، ووصف تايلاند بأنها «حليف كبير» لواشنطن. وكان لافتاً أن أوباما الذي جال مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في بانكوك، وزار معبد «وات فو» الملكي البوذي، سُمع يقول لراهب أن إقرار الموازنة في الولاياتالمتحدة «يحتاج إلى كثير من الصلاة»، في إشارة إلى خلافه مع الجمهوريين في هذا الصدد. وفي زيارته الخامسة لآسيا، منذ انتخابه رئيساً أواخر 2008، سيشارك أوباما في كمبوديا في قمة «رابطة دول شرق آسيا» التي تضم قادة دول منطقة آسيا - المحيط الهادئ. وسيكون أوباما أول رئيس أميركي يزور كمبوديا التي يُتهم رئيس وزرائها هون سين الذي يحكم البلاد منذ 1985، بإقامة نظام «عنف وتسلط» يقمع المنشقين. لكن بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، أعلن أن أوباما سيبلغ هون سين «قلق» بلاده في شأن حقوق الإنسان، ومساندتها ترسيخ «حرية سياسية في كمبوديا». وقبل زيارته كمبوديا، سيصبح أوباما أول رئيس أميركي يزور ميانمار حيث يلتقي نظيره ثين سين الذي ينفذ إصلاحات منذ حلّ المجلس العسكري الحاكم في آذار (مارس) 2011، كما يلتقي زعيمة المعارضة أونغ سان سو تشي ويلقي خطاباً في جامعة يانغون التي شهدت انتفاضة طالبية عام 1988، قمعتها السلطات بعنف. وتُعتبر زيارة ميانمار «درة تاج» جولة أوباما التي تستمر 3 أيام، إذ كانت دولة منبوذة خلال عقود من الحكم العسكري. وواجه الرئيس الأميركي انتقادات من منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان، إذ تشهد ميانمار منذ حزيران (يونيو) الماضي، عنفاً بين البوذيين من عرق الراخين ومسلمي أقلية الروهينجيا، أسفر عن مقتل حوالى 180 شخصاً وتهجير أكثر من 110 آلاف شخص معظمهم من المسلمين، وتدمير آلاف المنازل. لكن أوباما الذي شدد على أن «لا أوهام» لديه، لفت إلى أن العملية الانتقالية في ميانمار «تحرز تقدماً»، مشدداً على أن «ثمة عزماً على تنفيذ إصلاحات سياسية جديدة»، ولو أن «المسيرة طويلة». وأضاف: «لست الشخص الذي يعتقد بأن الولاياتالمتحدة يجب أن تقف على الحياد وتحجم عن المشاركة، عندما تكون ثمة فرصة لتشجيع قوة الدفع للأفضل في بلد ما». وعشية وصول أوباما إلى يانغون، امتنع شركاء ميانمار في «رابطة دول جنوب شرقي آسيا» (آسيان) عن اتهامها بارتكاب «إبادة» في حق مسلمي الروهينجيا، بعدما دعت «منظمة التعاون الإسلامي» الأممالمتحدة إلى «إنقاذ» هؤلاء من «إبادة». وقال الأمين العام ل «آسيان» سورين بيتسوان قبل افتتاح قمة للرابطة في بنوم بنه: «يمكن أن أتحدث عن اتجاه مقلق للعنف العرقي قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، وأعتقد بأن بيان منظمة التعاون الإسلامي يعكس خيبة 57 دولة». وأضاف: «أتفهم حساسية المشكلة وتعقيدها... ويجب تسوية ذلك عبر عملية وطنية». أما وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف الذي يرأس الدورة الحالية ل «منظمة التعاون الإسلامي» فحض أوباما على «نقل رسالة قوية إلى ميانمار لتحمي» الروهينجيا.