يعتبر مواجهة النفوذ المتزايد للصين في آسيا والمحيط الهادئ جزءًا من جهود نقل مركز ثقل السياسة الخارجية الامريكية بعيدًا عن الشرق الأوسط على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين قد قللوا من شأن أي مواجهة تلوح في الأفق مع بكين. تسلط زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي دول جنوب شرق آسيا الضوء على نقل مركز ثقل السياسة الخارجية الامريكية صوب آسيا ما يبشّر بإرث سياسته الخارجية. وفي سياق عرض الخطوط العريضة لرحلة الرئيس، قال مسؤولون أمريكيون إن من المقرر أن يستهل اوباما جولته الآسيوية غدًا الأحد بزيارة تايلاند وفي اليوم التالي، سيصبح أول رئيس أمريكي يقوم بزيارة ميانمار قبل السفر إلى كمبوديا. وقال نائب مستشار الأمن القومي بن رودس "الاستمرار في نقل مركز ثقل سياسيتنا إلى آسيا سيكون جزءًا مهمًا وجوهريًا من ولاية الرئيس الثانية في إرث سياسته الخارجية". وفي أول زيارة خارجية له منذ إعادة انتخابه، فإن من المقرر أن يزور أوباما غدًا الاحد احد المعابد البوذية الشهيرة في بانكوك، وهو وات فو موطن بوذا النائم وبعد ذلك سيلتقي الملك بوميبول أدولياديج، ثم سيعقد محادثات مع ينجلوك شيناواترا وهى أول امرأة تشغل منصب رئيس الوزراء في تايلاند. ويزور أوباما يوم الاثنين المقبل ميانمار، التي كانت منبوذة على الصعيد الدولي بسبب سجلّها الضعيف في مجال حقوق الإنسان، والتي تجري إصلاحات سياسية بعد انتهاء الحكم العسكري في عام 2010. ويُعتبر تشجيع الإصلاحات إحدى المبادرات الرئيسية للسياسة الخارجية لإدارة الرئيس أوباما. وسيلتقي أوباما في يانجون العاصمة السابقة للبلاد بصاحب قرار الإصلاح ثين سين والبطل الديمقراطي أونج سان سوكي. وقالت مديرة مجلس الأمن القومي لشؤون العلاقات وحقوق الإنسان سامانثا باور إنه على الرغم من أن الإصلاحات التي شهدتها ميانمار خلال العام الماضي إصلاحات تركت انطباعًا طيبًا ، فمن المقرر أن يُثير أوباما المخاوف إزاء اندلاع أعمال العنف التي شهدتها ولاية راخين الغربية مؤخرًا، حيث لقي اكثر من 100 شخص حتفه جراء القتال الدائر بين البوذيين ومسلمي الروهينجيا هناك منذ حزيران/ يونيو الماضي. ومن المقرر أن يتجه أوباما يوم الاثنين إلى العاصمة الكمبودية بنوم بن، حيث يحضر هناك قمة لدول جنوب شرق آسيا يوم الاثنين وأخرى لدول شرق آسيا يوم الثلاثاء المقبل. ويعتبر مواجهة النفوذ المتزايد للصين في آسيا والمحيط الهادئ جزءًا من جهود نقل مركز ثقل السياسة الخارجية الامريكية بعيدًا عن الشرق الأوسط على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين قد قللوا من شأن أي مواجهة تلوح في الأفق مع بكين. وقال داني راسل مدير إدارة الشؤون الآسيوية في مجلس الأمن القومي "على ما اعتقد أن النقطة الأساسية لسياسة الولاياتالمتحدة في آسيا تتعلق بمصالح الولايات هناك وليس الصين".