اعتبرت رابطة آسيان أن مسلمي الروهينغا بميانمار يتعرضون لعنف عرقي "مثير للقلق" ودعت سلطات ميانمار المنضوية ضمن الرابطة إلى إنهاء معاناتهم. وتطرق سورين بوتسوان الأمين العام للرابطة -في تصريحات على هامش القمة التي افتتحت في عاصمة كمبوديا بنوم بنه اليوم- إلى الحملة التي يشنها البوذيون منذ أشهر على أفراد الأقلية المسلمة بالقول "أسميها موجة عنف عرقي مثيرة للقلق من شأنها أن تهدد استقرار المنطقة". وأضاف أنه سبق له التحذير من إمكانية تفاقم الأزمة التي تشمل نحو 800 ألف مسلم مشيرا إلى أن ذلك "لن يكون في صالح أحد أو في صالح الإقليم". وتوقع الأمين العام للرابطة التي تضم كمبوديا وفيتنام وتايلند ولاوس وميانمار وإندونيسيا وماليزيا وسنغافورة والفلبين وبروناي أن تبحث الموضوع خلال قمتها ال21 المنعقدة في بنوم بنه مع احتمال أن تتطرق إليه في بيانها الختامي. وتوقع أيضا أن يمارس قادة الرابطة ضغطا على سلطات ميانمار خلال المحادثات الثنائية مع رئيسها ثين سين. لكن بوتسوان رفض بالمقابل الموافقة على توصيف منظمة التعاون الإسلامي في بيان أمس السبت للروهينغا بأنهم "ضحايا عملية إبادة". وقال "أعتقد أن البيان يعكس حالة الإحباط التي تشمل دول المنظمة ال57". يشار إلى أن مارتي ناتاليغوا وزير خارجية إندونيسيا -وهي عضو في آسيان ومنظمة التعاون الإسلامي- أبدى بدوره أمس تحفظه على التوصيف. وقال للصحفيين إن تعبير الإبادة هو تعبير خاص، مشددا على أن الانخراط في حل قضية الروهينغا "أفضل من الوقوع في أسر المصطلحات". وتكتسب إثارة قضية الروهينغا في بنوم بنه أيضا من توقيع قادة آسيان في يوم قمتها الأول على إعلان بشأن حقوق الإنسان يعتقد منتقدون من منظمات المجتمع المدني أنه لا يرتقي إلى المعايير الدولية. ويدعو الإعلان غير الملزم لوقف التعذيب والتوقيف الاعتباطي وانتهاك الحقوق في دول الرابطة التي كان الحقوقيون يعتبرونها تخضع لسيطرة "نادي الدكتاتوريين" في جنوب شرق القارة. وتتزامن القمة كذلك مع جولة للرئيس الأميركي المعاد انتخابه باراك أوباما من المفترض أن يزور فيها ميانمار في إطار جولة آسيوية ويشارك أيضا في قمة موسعة تعقب قمة آسيان في بنوم بنه. وتطرقت منظمة التعاون الإسلامي في بيانها أمس إلى زيارة أوباما المرتقبة إلى ميانمار ودعته للضغط على حكومتها لوقف نزيف الدم الذي تتعرض له الأقلية المسلمة هناك.