أوضح أحد التجار الذين يتعاملون منذ سنوات مع أسواق الجوالات كتاجر جملة ل «الحياة» أن ما يحدث داخل بعض المحال هو عبارة عن تجاوزات وسلوك مشين، وقال بدر فياض: «توجد فئات تعمل في مجال البرمجة عندها فضول ورغبة في التلصص على ملفات الآخرين وخصوصاً الفتيات، ولو قامت أي جهة رسمية ذات علاقة بعملية تفتيش مفاجىء لمحتويات أجهزة الكومبيوتر المنتشرة في الأكشاك ومحال البيع فإن النتيجة ستكون صادمة، ولا يمكن السكوت عنها». وأكد أن هناك دوراً رقابياً مفقوداً، سواء من وزارة التجارة أو من جانب هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، كما شدد على خطورة تقديم خدمات البرمجة داخل المحال التي غالباً ما تكون على شكل مواقع صغيرة، في زوايا المحال، وليس بالضرورة أن تكون تابعة لصاحب المحل. مضيفاً: «نسبة كبيرة من العاملين داخل هذه المحال ليسوا مختصين، إنما يعملون من أجل التجسس والكسب بشكل سهل، ما أدى إلى امتهان البرمجة، وبالتالي وصل الحال إلى درجة من الخطورة وفقدان الثقة». وكشف بدر خلال تعاملاته مع المئات من البائعين والتجار عن أنه لا يثق بأعمال البرمجة والصيانة على وجه الخصوص، وقال: «لم يسبق لي أن استعنت بأحد المختصين في البرمجة والصيانة، إنما أرفض بيع أو استبدال جهاز جوال قديم سواء كان يتعلق بي أو بأحد أفراد أسرتي، تجنباً لسرقة محتوياتي»، مؤكداً أن محال برمجة الجوالات لديها القدرة، عبر برامج متطورة، على استعادة كامل الذاكرة الممسوحة من الجهاز أياً كان نوعه، وأن ذلك يعد من صور التحايل المنتشرة لاختراق خصوصية الغير بطريقة سهلة واصفاً ذلك بالخطر الاجتماعي.