رفض أحمد الملا أحمد، الاستسلام لفقدان نعمة البصر، مدفوعاً بإصراره في تحدي «العمى»، من أجل مساعدة المكفوفين، فأبدع في علوم تكنولوجيا التعلم، عبر برامج «ون برايل». على رغم كل ما واجهه من «تحديات وصعوبات» خلال فترة دراسته في المراحل الدراسية كافة. وتمكن أخيراً، من تحقيق حلمه، بأن يكون «معلماً لذوى الاحتياجات الخاصة، من فئة الإعاقة البصرية». ويقول الملا، الذي يعمل معلماً لمادة اللغة العربية في مدرسة الهداية الابتدائية، ل «الحياة»: «واجهت تحديات كبيرة خلال سنوات الدراسة، سواء مع المواد، أو الإدارة، أو المعلمين». وبدأ ضعف البصر لدى أحمد، خلال المرحلة الابتدائية، وازداد في المتوسطة، وبداية دخوله المرحلة الثانوية، ما أجبره على التوقف عن الدراسة لمدة عام، لتحقيق الشرط الذي قررته إدارة المدرسة الثانوية، بتعلم طريقة «برايل» في القراءة، للدراسة مع الطلاب الأسوياء. وهو من الدفعة الأولى التي تم دمجها في التعليم العام. ونال بعد «الإصرار والكفاح، وتحدي الصعوبات»، شهادة البكالوريوس في تخصص اللغة العربية، بتقدير «جيد جداً مرتفع». وقدم الملا، خلال مشاركته في معرض «اليوم العالمي للعصا البيضاء»، الذي نظمته منتصف الأسبوع الجاري، إدارة التربية الخاصة بالتعاون مع جمعية المعاقين في الأحساء، شرحاًَ عن طريقة برمجة اللغة العربية، إلى لغة «برايل»، بواسطة الحاسب الآلي، على برنامج «ون برايل»، الذي يقدم للطالب طريقة جديدة في التعلم والكتابة على الحاسب الآلي، تختصر الوقت، وتساعد على الحفظ والتعلم بهذه اللغة. ودشن المعرض مساعد المدير العام للتربية والتعليم للشؤون التعليمية في الأحساء عبدالله الذرمان. وقال المشرف التربوي للإعاقة البصرية في الأحساء راضي الشبعان: «إن المعرض يشمل وسائل تعليمية، يستفيد منها المكفوفون في تنمية حاسة اللمس، وتساعد الطالب في التحصيل العلمي». ومن بين هذه الوسائل: الأدوات المحسوسة والملموسة، وآلة «البيركنز» التي تستخدم للكتابة، والصندوق الرملي، وصندوق المسامير، والسبورة الرخامية، والسبورة المغناطيسية. وتستخدم هذه الوسائل في تنمية حاسة اللمس لدى الطلاب المكفوفين في المرحلة الابتدائية. كما يشمل المعرض جهاز تكبير الكتب للطلبة ضعاف البصر، وخرائط جغرافية بارزة، وصندوق الوسائل الهندسية لمادة الرياضيات، وكذلك مجموعة من الكتب المطبوعة بطريقة «برايل». كما تضمن ركناً لكتابة العبارات باللغة العربية، وتحويلها إلى لغة «برايل»، مطبوعة من برنامج حاسوبي، إلى جانب ركن الرسومات والأشكال الفنية للطلاب المعوقين، وكذلك ركناً لشرح أهمية العصا البيضاء في تنقّل الكفيف. بدوره، قال الذرمان: «نحتفل باليوم العالمي للعصا البيضاء، الذي يستهدف مَنْ فقدوا البصر، ولم يفقدوا البصيرة والحواس الأخرى المهمة»، مؤكداً سعيهم «لتعويض هذه الفئة، ومشاركتهم في هذه الفعاليات، ودمجهم مع المجتمع السوي، وزرع الثقة في أدائهم العلمي، وتشجيعهم في أعمالهم العلمية والعملية كافة». وأشار مدير إدارة التربية الخاصة في «تربية الأحساء» محمد الأحمد، إلى أن برنامج الاحتفال ب «اليوم العالمي للعصا البيضاء»، يستمر لمدة ثلاثة أيام، ويشمل «التعريف باليوم العالمي، ونشر المزيد من التوعية للمجتمع، بأهمية العصا البيضاء للمعوقين بصرياً، وأنها تمثل رمزاً لاستقلاليتهم، إلى جانب تنظيم الندوات، وتوزيع النشرات والمطويات، وتنظيم برنامج اليوم الرياضي المفتوح للمكفوفين».