أقامت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ندوة فكرية بعنوان «قراءات في فكر خلدون النقيب» بمشاركة نخبة من المفكرين والباحثين الإماراتيين والعرب، وهم تناولوا حياة النقيب وفكره، هو الذي ساهم مساهمة كبيرة في تحديث الثقافة العربية المعاصرة. وهدفت هذه الندوة إلى الاحتفاء بفكر المفكر الكويتي الراحل خلدون النقيب (1941 - 2011) الذي أثر في كثير من الأجيال اللاحقة وألهم بكتاباته الكثير من الباحثين والمفكرين اللاحقين. وساهم النقيب في تأسيس «سوسيولوجيا خليجية»، حيث كان على الدوام ذلك المفكر الحر الذي صرف حياته في العمل والإنتاج والبحث الدؤوب والتعليم الأكاديمي حتى يوم وفاته. ورحّب الأمين العام للمؤسسة عبدالحميد أحمد بالمشاركين في الندوة عبر كلمة افتتاحية قال فيها: «في مثل هذه الأيام رحل عنا خلدون النقيب، وقد فُجع محبوه ومعارفه برحيل هذه الشعلة المتقدة من النشاط في الحقل الثقافي، ولخسرانهم واحداً من ألمع المفكرين العرب في مجال علم الاجتماع، وكنا في المؤسسة من ضمن الذين أحسسنا بفقدانه ورحيله، فالمرحوم له مشاركات وحضور في أعمال مؤسستنا، سواء في نشاطاتها أو أعمال تحكيمها على مدى سنوات طويلة، فكان غيابه مؤثراً فينا جميعاً». وأضاف في كلمته: «للراحل مساهمات مرموقة في الفكر الاجتماعي والسياسي تجلت في أبحاثه وكتبه ومقالاته ومساهماته المباشرة في الندوات والحوارات والمؤتمرات، لم تتوقف يوماً حتى رحيله، فترك إرثاً جديراً بالعناية والدراسة والاهتمام. وتأتي هذه الندوة ضمن هذا الاهتمام الواجب علينا تجاه المفكر خلدون النقيب، الذي عرفناه علاوة على كونه باحثاً دؤوباً ومفكراً طليقاً، منافحاً قوياً عن آرائه من دون أن يؤدي ذلك إلى خلاف وقطيعة، فكان نموذجاً للمثقف الديموقراطي الذي يحترم آراء الآخرين من دون التفريط بآرائه، ولا التسفيه أو التنكيل بآراء الآخرين». وتوزعت أوراق الندوة على يومين، وبدأت بجلسة أولى وبورقة لعلي أسعد وطفة (الفكر التربوي في سيوسيولوجيا النقيب) ثم ورقة علي الزعبي (قراءة في فكر خلدون النقيب)، وأدار هذه الجلسة محمد عبدالله المطوع، ثم قدم شملان يوسف العيسى ورقته (محطات فاصلة في حياة خلدون النقيب)، ثم حسن مدن (خلدون النقيب والمتغيرات) وأدارت هذه الجلسة فاطمة الصايغ. وأثارت أوراق الجلستين الكثير من الأسئلة والآراء ساهم فيها جابر عصفور وفيصل دراج وصالح هويدي وعبدالإله عبدالقادر وامتدت إلى الربيع العربي الذي بشر به النقيب، وكذلك أثيرت الأسئلة عن طبيعة انتماء خلدون النقيب السياسي وتأثره بالتيارات التي كانت سائدة آنذاك. يذكر أن خلدون النقيب أحد أهم العلماء العرب في علم الاجتماع، وكانت له مواقفه الفكرية اللصيقة بأحوال المجتمع العربي وقضاياه. وتميز باستعراضه للكثير من الأحوال السياسية في العالم العربي، فكتب عن التقهقر والتأزم السياسيين عربياً، وناضل في سبيل القضية الفلسطينية، وكان له موقف فكري لا يهادن أمام الصهيونية وإسرائيل، فضلاً عن آرائه السياسية الجريئة.