في اعقاب سقوط ثلاثة صواريخ غراد وخمس قذائف على جنوب اسرائيل، دعا رئيس اركان الجيش، بيني غانتس، الى جلسة مشاروات طارئة بحضور قائد منطقة الجنوب، تال روسو وضباط كبار، لبحث سبل تصعيد الرد الاسرائيلي على اطلاق الصواريخ وامكانية تنفيذ حملة عسكرية على غزة، والعودة الى سياسة الاغتيالات. وبحسب مسؤولين في الجيش سيكون من الصعب الاتفاق حول وقف اطلاق النار طالما استمرت عمليات اطلاق الصواريخ من غزة، على رغم مبادرة مصر والجهود التي تبذلها لتهدئة الوضع. وعقد الاجتماع التشاوري، في وقت دخلت بلدات الجنوب الى حال طوارئ والتزم السكان الملاجئ فيما اعلن الجيش ان منظومة القبة الحديدية نجحت في اسقاط صاروخي غراد، قبل وصولهما الى الهدف. ونقل عن ضابط في قيادة الجنوب ان التنظيمات الفلسطينية تكثف من اطلاق صواريخها لانها تدرك جيدا ان احوال الطقس والسحب الثقيلة في المنطقة تصعب على الجيش تنفيذ الرد الذي يريده. واضاف الضابط يقول:" استمرار اطلاق الصواريخ، في الوقت التي تبذل فيها الجهود للاتفاق على التهدئة، يؤكد ان هناك ضرورة لان يزيد الجيش الاسرائيلي من رده العسكري، بحيث يختار الوقت المناسب للقيام بذلك. من جهتنا بتنا على استعداد كامل لضرب حماس وتوجيه الضربة مسالة وقت فقط"، حسب ما يقول الضابط. ولم يخف اسرائيليون حال الارباك التي تسود المؤسستين السياسية والعسكرية لاتخاذ قرار تنفيذ عملية عسكرية واسعة في غزة، على غرار "الرصاص المصبوب". وهناك من يرى ان رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، عاجز عن اصدار قرار بتنفيذ العملية خشية ان تكون المواجهة اعمق واطول مع التنظيمات الفلسطينية، في اعقاب استخدامها صواريخ مضادة للمدرعات وقبل ذلك مضادة للطائرات والتقارير التي تتحدث عن تعزيز قدراتها العسكرية، وبمثل هذا الوضع ستؤثر هذه العملية سلبا على وضعية وشعبية نتانياهو في الانتخابات. ويثير تردد نتانياهو هذا ردود فعل غاضبة لدى وزراء في حكومته، الذين يدعون الى تنفيذ عملية فورية، في وقت اعلن وزير المالية، يوفال شطاينتس، انه لا يستبعد حسم القضية مع حماس عسكريا. وساندت زعيمة حزب العمال، اليمين الاسرائيلي في موقفه بل تجاوزته في التحريض على غزة اذ طالبت بالعمل مع حماس عسكريا وسياسي قائلة:" لا يمكن تحمل الوضع الذي تقوم فيه اسرائيل بامداد قطاع غزة بجميع احتياجاته وفي نفس الوقت تتعرض لاعتداءات صاروخية". من جهته قال وزير الجبهة الداخلية، افي ديختر، ان اسرائيل سترد على النار بالنار وعلى الهدوء بالهدوء مضيفا "يجب استعادة قوة الردع للجيش الاسرائيلي واذا واصلت حركة حماس اطلاق العنان للتنظيمات الاخرى لضرب اسرائيل بالقذائف الصاروخية فسيعرف الجيش كيف يرد على ذلك بل سيصعد اسلوب الرد.