شنّ تنظيم «الدولة الاسلامية» هجوماً في ناحية «الضلوعية»، هو الأعنف على هذه البلدة التي تقع على خط إمدادات القوات الأمنية شمال البلاد، فيما نجحت قوات الجيش والعشائر في تطهير سد حديثة وبلدات أخرى، غرب الأنبار من عناصر التنظيم. وقال ضابط كبير في «قيادة عمليات سامراء» ل «الحياة» أمس إن «ناحية الضلوعية الواقعة جنوب سامراء تعرضت لهجوم جديد تصدى له الجيش والأهالي». وأوضح أن الهجوم «بدأ فجر أمس بقصف مكثف بقنابل الهاون والمدافع وأعقبه دخول عربة عسكرية مفخخة تمكنت من اختراق نقاط التفتيش جنوب الناحية ووصلت الى مركز شرطة الضلوعية لقوات الجيش وأبناء العشائر ما أدى إلى سقوط المئات بين قتيل وجريح». وزاد أن «القوات الامنية والعشائر داخل الناحية ارسلت برقيات إلينا وإلى وزارة الدفاع تطلب توجيه ضربات جوية عاجلة للمهاجمين لشل حركتهم، وتم ارسال البرقيات الى قيادة القوة الجوية». وحذر الضابط نفسه من سقوط الضلوعية بيد «داعش»، واوضح أن «ذلك يعني قطع ومحاصرة القطعات العسكرية وافواج المتطوعين في سامراء وبلد والعلم والحويجة وتكريت والبوحشمة والإسحاقي». ولفت الى أن «في سامراء وحدها لواء وثلاثة أفواج من الشرطة الإتحادية، وفوج من اللواء 52 التابع للفرقة 14، اضافة الى فوج للجيش في الاسحاقي وفوج كامل للعمليات الخاصة المعروفة بالفرقة الذهبية، اضافة الى آلاف المتطوعين من تشكيلات سرايا السلام وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله». وتقع الضلوعية على الطريق الرابط بين بغداد وسامراء وهي عبارة عن بساتين واسعة تحاذيها اراض زراعية وطرق غير معبدة وتسكنها عشائر الجبور والبوجواري والخزرج، وترتبط بمدينة الدجيل، كما انها تعتبر من ابرز معاقل تنظيم «الجيش الاسلامي» في العراق. وقال وسام الجبوري، وهو احد شيوخ عشائر الضلوعية في اتصال مع «الحياة» امس إن «الناحية على وشك السقوط بيد «داعش» وعلى الحكومة ووزارة الدفاع ارسال تعزيزات عسكرية قبل فوات الاوان». واشار الى إن «ابناء عشيرتي وعدداً من عناصر فصائل مسلحة مثل الجيش الاسلامي وبالتنسيق مع القوات الامنية تمكنت من صد هجمات داعش على الناحية لاكثر من 40 يوماً ولكن يجب فك الحصار المفروض على الضلوعية كما جرى في ناحية آمرلي». وحذر الجبوري من ان اقتحام «داعش» الضلوعية سيفضي الى حصول مجازر «لأن عشائر الضلوعية اختارت مواجهة «داعش» على مبايعته كما أن التنظيم يهدد بأخذ ثارات من العشرات من ابناء الناحية بعد إن قاتلنا تنظيم القاعدة، بقيادة الملا ناظم الجبوري الذي اغتيل في ما بعد على يد القاعدة». وطالب محافظ صلاح الدين رائد الجبوري في بيان مقتضب امس الحكومة بتوجيه «ضربات جوية إلى عناصر «داعش»، في الضلوعية التي تعرضت اليوم (امس) لعدد من الهجمات الارهابية». في الأنبار، غرب بغداد، قال نائب رئيس مجلس المحافظة صالح العيساوي في تصريح الى «الحياة» امس إن «نهاية داعش في المحافظة بدأت اليوم (امس) بعد الحملة الامنية والعسكرية الواسعة ضده غرب المحافظة». واوضح أن «القوات الامنية والعشائر في قضاء حديثة وبدعم أميركي جوي نجحت اليوم (امس) في السيطرة على سد حديثة بالكامل والاراضي المحيطة به ما يعني زوال أي خطر بالهجوم عليه او قصفه بقنابل الهاون». وزاد إن «القوات الامنية تمكنت أيضاً من إحكام السيطرة على ناحية بروانة، جنوب حديثة، وتقدمت نحو بلدات الخفاجية والحقلانية»، واشار الى أن «هذا التقدم السريع دفعنا الى اتخاذ قرار بمواصلة التقدم نحو بدلدات غرب الانبار وهي عانة وراوه وحديثة والقائم». وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اعلنت اول من امس أن طائرات حربية نفذت 5 ضربات جوية، لدعم القوات الامنية العراقية، فى حماية سد الحديثة. وفي الموصل قالت مصادر أمنية كردية إن قوات «البيشمركة» تمكنت أمس من دخول اطراف ناحية بعشيقة، شمال شرقي الموصل، بدعم وإسناد جوي أميركي، وسيطرت على قرى كاني كيوان واوسكوف وجبال زرتيكا المحيطة بالناحية. واكد محافظ نينوى اثيل النجيفي في بيان امس أن «أي قوة عسكرية ستدخل المدينة لطرد «داعش» منها وستكون تحت رقابة الاممالمتحدة»، واشار الى «المجتمع الدولي يحتاج الى تحالف الدول السنّية اكثر من غيرها لكي لا يقال إن جهدهم الامني موجه ضد السنّة».