أحيت باكستان أمس، «يوم ملالا» يوسف زاي، الفتاة التي اطلق مسلحو حركة «طالبان» النار عليها قبل شهر بسبب دعمها تعليم الفتيات، ما اصابها برصاصتين في الرأس والكتف استدعتا نقلها الى بريطانيا لتلقي العلاج. لكن المخاوف الامنية في بلدتها مينغورا باقليم وادي سوات القبلي (شمال غرب)، منعت زملاءها في مدرسة خوشحال الحكومية من تكريمها علناً. ونجت الشابة البالغة 15 من العمر بأعجوبة، وكسبت بسبب شجعاتها تعاطف الملايين حول العالم، ودفعت الاممالمتحدة الى اعلان امس «يوم تحرك عالمي» لدعمها، حيث اقيمت في انحاء العالم تجمعات وتظاهرات تكريماً لها، وللمطالبة بحق 32 مليون فتاة في ارتياد المدرسة. وحيا رئيس الوزراء الباكستاني رجا برويز اشرف شجاعة ملالا، وحض مواطنيه على مقاومة الفكر المتطرف الذي وقف خلف الهجوم عليها، وقال إن «تدفق التعاطف مع ملالا واستنكار العمل الجبان يظهران تصميم المجتمع الباكستاني على عدم السماح لعدد صغير من العناصر الراديكالية بإملاء اجندتهم». وقالت مريم خالد مديرة مدرسة ملالا لوكالة «فرانس برس»: «اقمنا صلاة خاصة من اجل ملالا، واشعلنا لها الشموع. لكننا لم ننظم اي حدث علني لأن مدرستنا وتلاميذها ما زالوا يواجهون تهديدات امنية»، علماً ان «طالبان» هددت بمهاجمة اي امرأة تقف في وجهها، ما يعرض، بحسب المديرة خالد، اي تلميذ يتحدث الى وسائل الاعلام لخطر. ورغم الأخطار، اعتزم بعض الاطفال في مينغورا على التحدث، وتعهدوا السير على خطى ملالا، وقالت اسما خان (12 سنة): «ملالا صديقة مقربة لي تتحلى بشجاعة وشرف، ومن هاجمها نفذ عملاً فظيعاً». وأضافت: «بعد الهجوم زادت شجاعتنا للدراسة وأكمل مهمتها في نشر التعليم في كل مكان». واما غول بارا (12 سنة) فقالت: «ملالا ابنة الامة، ونفتخر بها. لقد وقفت الى جانبنا ومن اجل تعليمنا، والآن حان وقت ان نقف الى جانبها ونكمل رسالتها». ووقّع حوالى 100 الف شخص على عريضة الكترونية دعت الى ترشيح ملالا لنيل جائزة نوبل للسلام. اول من امس، سلم موفد الاممالمتحدة الخاص لشؤون التعليم، غوردن براون، الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري عريضة وقعها مليون شخص لدعم ملالا. وتلا ذلك اعلان اسلام اباد خطة مدعومة من الاممالمتحدة لمنح الاسر الفقيرة تحفيزات مالية من اجل ارسال اطفالهم الى المدرسة، بهدف تعليم نحو 3 ملايين طفل آخرين. وسيمول البنك الدولي وبريطانيا برنامج التحفيزات، الذي ستوزع امواله عبر «برنامج بينظير بوتو لدعم الدخل» الذي يقدم مبالغ صغيرة لأسر محتاجة، علماً ان الاسر التي يشملها البرنامج تتلقى 10 دولارات شهرياً من اجل الانفاق الاساسي. وتلاقي باكستان صعوبة في التغلب على الفقر المنتشر على نطاق واسع وتمرد «طالبان» وتفشي الفساد. ميدانياً، قتل 10 اشخاص على الأقل في حوادث عنف متفرقة في كراتشي، و3 شيعة في هجوم طائفي جديد بولاية بلوشستان المضطربة (جنوب غرب). والثلثاء الماضي، اطلق مسلحون النار وقتلوا ثلاثة من الشيعة ايضاً في كويتا جرح فيه ايضاً شخصان آخران، علماً ان منظمة «هيومن رايتس ووتش» للدفاع عن حقوق الانسان أعلنت في ايلول (سبتمبر) الماضي مقتل اكثر من 100 شيعي في اعمال عنف مذهبي ببلوشستان هذه السنة. وفي افغانستان، قتل مسلح وجرح آخر خلال مهاجمتهما مرتدين زي الشرطة جنوداً اسباناً، في ولاية باغديس (شمال غرب). وأعلن الناطق باسم حاكم بادغيس، سياد شرف الدين مجيدي، ان أحد المسلحين الاثنين يعاني من مشاكل عقلية، موضحاً ان الجنود حققوا في مشاريع لإعادة البناء بمنطقة ماكور، لدى حصول الحادث. وستسحب اسبانيا 10 في المئة من قواتها المنتشرة في افغانستان والبالغة حوالى 1500 عنصر في نهاية السنة الحالية، و40 في المئة في نهاية حزيران (يونيو) 2013، حتى تنفيذ الانسحاب الكامل بحلول نهاية 2014، وذلك بالتنسيق مع قوات «الناتو» المنتشرة في المنطقة.