تحفظت إدارات تربية وتعليم عدة، عن الاستجابة لموجة من المطالبات بإقامة حضانات داخل مدارس البنات، لوضع أبناء المعلمات فيها. ورفضت تخصيص أماكن لأبناء المعلمات «إلا بموافقة رسمية من وزارة التربية والتعليم. ووضع آليات وضوابط، لتلافي العشوائية، التي قد توقع إدارة المدرسة، في مطب المخالفات»، بحسب مشرفات تربويات وإداريات في مدارس عدة في المنطقة الشرقية. وأشارت معلمات في حديثهن إلى «الحياة»، إلى صعوبات واجهنها، بسبب عدم توافر الحضانة، بعد رفض عدد منهن ترك أبنائهن في المنازل، مع العاملات المنزليات، إثر حادثة مقتل الطفلة تالا الشهري، قبل نحو شهرين، التي أشعلت المخاوف في نفوس الأمهات العاملات. فيما يتغافل المسؤولون عن ذلك. وقالت عائشة يوسف، المعلمة في إحدى مدارس الدمام: «رفضت إدارة المدرسة التي أعمل فيها، استقبال طفليَّ، اللذَينِ لم يتجاوز أكبرهما ثلاث سنوات. وكذلك باقي أطفال المعلمات. على رغم إصرارنا على إنشاء حضانة في المدرسة على نفقة المعلمات. إلا أننا قوبلنا بالرفض، الذي لا يزال قائماً. وهذا ينطبق على مناطق ومحافظات عدة، بحسب تواصلي مع معلمات فيها». وعزت يوسف، موقف المدارس إلى «رفض الوزارة إنشاء الحضانات، وتأكيدها على أن هناك نظاماً سيصدر بشأن الحضانات المدرسية، لمنع حدوث عشوائية أو حوادث وأضرار. لأن المبنى لا بد أن يكون مجهزاً، لتلافي أي أضرار قد تقع للأطفال، بحسب ما أبلغتني إدارة المدرسة التي أعمل فيها»، مشيرة إلى أن رد فعل المعلمات، كان «سلبياً تجاه إدارة التربية والتعليم، وحتى الوعود التي صدرت عقب مقتل الطفلة تالا، ذهبت أدراج الرياح». بدورها، أوضحت الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية، أنها رفعت مقترحاً إلى الوزارة، حول «تخصيص أماكن مهيأة في المدارس، تتوافر فيها الرعاية التامة لأبناء المعلمات، وتوظيف مربيات قادرات على التعامل مع الأطفال. بيد أنه لم يصل الرد على المقترح من جانب الوزارة». فيما أوضحت المشرفة التربوية في مكتب التربية والتعليم في النعيرية وداد إبراهيم، أن «تخصيص أماكن في المدارس لأبناء المعلمات، قد يتسبب في حوادث، حتى لو كانت تحت إشراف إدارات المدارس. ويوقع المدرسة تحت طائلة المسؤولية»، مؤكدة التزامهن بالتعليمات الصادرة، «ونترقب صدور تعميم رسمي، ينظم إقامة الحضانات داخل أسوار المدارس، ويوضح الضوابط والآليات. وهذا الأمر يتطلب متابعة مستمرة بين إدارات التربية والتعليم، والوزارة، للتوصّل إلى حل مناسب، ينعكس إيجابياً على الميدان التربوي». يذكر أن معلمات في المنطقة الشرقية خصصن يوماً قبل إجازة عيد الأضحى المبارك، لجلب أبنائهن معهن إلى الدوام. واعترضت إدارات مدارس على هذه الخطوة. في الوقت الذي استقبلت بعض الإدارات الأطفال. وخصصت لهم مكاناً موقتاً في اليوم ذاته.