افتتحت الدورة الحادية والعشرون لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية ليل الخميس - الجمعة، بتكريم الموسيقي الراحل رياض السنباطي (1906-1981) في المسرح الكبير لدار الأوبرا المصرية. وجمع مادة العرض الذي قُدّم، كل من الأمين العام للمهرجان رتيبة الحفني وعضو اللجنة العليا فيه، الإعلامي وجدي الحكيم، وتولت إخراجه جيهان مرسي. وتضمن العرض تقديم مقابلة تلفزيونية مع السنباطي تحدث فيها عن جوانب من تجربته، فضلاً عن شهادات لشعراء مثل فاروق جويدة وفاروق شوشه، ولموسيقيين مثل عمار الشريعي وجمال سلامة ومغنين مثل نجاح سلام. وتحدث هؤلاء عن الدور الذي اضطلع به السنباطي في الموسيقى العربية والتراث الذي تركه. وقال السنباطي في المقابلة: «الحظ لعب دوراً مهماً عندما استمعت إلى أم كلثوم وأنا أغني»، فهو بدأ الغناء طفلاً بعدما حفظ كثير من الموشحات عن والده وتعلّم العزف. واعتبر في هذا الحديث أن «لقائي مع أم كلثوم فتح له الأبواب الواسعة، وبدأ رحلة تعاونه معها إلى جانب عدد كبير من الأصوات المميزة الأخرى خلال تجربته الفنية الطويلة». وأتى العرض هذه السنة مختلفاً كثيراً عما قدمه المهرجان في دوراته السابقة لدى تكريمه فنانين آخرين، فاكتفى هذه المرة بعرض مقتطفات للقاء تلفزيوني مصور مع الفنان الراحل إلى جانب شهادات مصورة يتبعها غناء ولوحات راقصة بخطوات باليه، لا تناسب أجواء الموسيقى العربية. أما في الدورات السابقة، فقدّم المهرجان عروض أوبريت كاملة ممثلة ومغناة على المسرح عند تكريمه فنانين مثل عبد الوهاب وأم كلثوم وسيد مكاوي وصلاح جاهين. لكن على رغم ذلك، كان للعرض نقطة تُحسب له وهي تقديمه أصواتاً جميلة ومبدعة من الفنانين العاملين في فرق الموسيقى العربية التابعة لدار الأوبرا المصرية والتي لم تأخذ حظها في سوق الغناء العربي. ومن أبرز الأصوات التي شاركت في تقديم ألحان السنباطي، مي فاروق، وريهام عبد الحكيم، والسورية وعد البحري، ومحسن فاروق، ورحاب مطاوع، وآيات فاروق، وإيمان عبد الغني، وحسناء، وأحمد عفت، ومروة حمدي، وآخرون إلى جانب كورال دار الأوبرا المصرية. وسلمت الأمين العام للمهرجان رتيبة الحفني مع رئيسة المهرجان رئيسة دار الأوبرا المصرية إيناس عبد الدايم، دروع التكريم إلى المشاركين، فيما تسلمت ابنة السنباطي راوية جائزة التكريم. كما كرّم المهرجان الموسيقي الراحل محمد نوح وعدداً من الأصوات الشابة مثل غادة رجب، ومحسن فاروق، وفاطمة جاد، إضافة إلى المايسترو عبد الحميد عبد الغفار، وأمجد العطافي، والصحافيان كريمان حرك وأمجد مصطفى، وفنان الخط العربي فكري محمد سليمان، والباحث الموسيقي التونسي حمادي بن عثمان. ويقدم المهرجان خلال أيامه الثمانية حفلات غنائية يشارك فيها مطربون للمرة الأولى، مثل اللبنانيين إيهاب توفيق ووليد توفيق إلى جانب عدد من الأصوات الجديدة والشابة. ويناقش المؤتمر المصاحب للمهرجان «تطوير الموسيقى العربية مع الحفاظ على هويتها».