عاودت الهزات الأرضية مشاكستها لأهالي محافظة العيص التابعة لمنطقة المدينةالمنورة (150 كيلو متراً شمال شرق ينبع) من جديد يوم أمس، بعد فترة هدوء طمأنت الأهالي باستقرار المنطقة، بيد أنها عادت لتسجل هزة أرضية جديدة بلغت قوتها 3.7 درجات على مقياس ريختر، شعر بها قلة من السكان لتعيد إلى ذاكرتهم الهزات السابقة التي أجبرتهم على إخلاء المساكن. وأوضح المدير العام لمحطة الرصد الزلزالي والبراكين بهيئة المساحة الجيولوجية المهندس هاني زهران أن محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي رصدت يوم أمس هزة أرضية في حرة الشاقة بمركز العيص التابع لمحافظة ينبع، وقال: «الهزة حدثت في تمام الساعة ال11 والنصف صباح أمس (الأربعاء)، وذلك في حرة الشاقة على عمق بلغ 5.9 كم في باطن الأرض، على خط العرض 25.28 وخط الطول 37,77 كما بلغت قوتها 3.7 درجات على مقياس ريختر»، مؤكداً عدم رصد أي تأثيرات للهزة. وأضاف: «المؤشرات تدعو للاطمئنان، والهزات الأرضية مستمرة بمستواها الطبيعي بين 20 و30 هزة أرضية تحت درجتين بمقياس ريختر، وأن النشاط غير محسوس وضعيف». ونشر الموقع الخاص بهيئة المساحة الجيولوجية مباشرة وقت رصد الزلزال المعلومات التفصيلية حسب الرسم التوضيحي الذي أشار إلى مسافة الهزة عن محافظة أملج والتي بلغت 42 كيلو متراً من جهتها الشمالية الشرقية. وسبق أن سجلت آخر الهزات التي شعر بها السكان في الأول من جمادى الأولى قبل عامين بقوة 3.9 درجات على مقياس ريختر وعمق 6.69 كيلو متراً، واعتبرها مركز رصد الزلازل بالمملكة هزة طبيعية ولا خوف منها، كون السكان تعودوا على الهزات التي يبلغ أعلاها 3.30 درجة على مقياس ريختر، لأن الحرات منطقة هزات طبيعية. وأكد مدير الرصد الزلزالي أن «إمكان التنبؤ بالنشاط البركاني والزلزالي وتحديد زمنها وقوتها أمر صعب، لكون علماء العالم في الجيولوجيا، أنفسهم، لم يتمكنوا من تحديد ذلك حتى الآن على رغم أبحاثهم». وبين تطمينات هيئة المساحة لأهالي المنطقة وفزعهم من حدوث الهزات، أعلنت الهيئة أن أمير منطقة المدينةالمنورة شكل فريق عمل لتهيئة مناطق البراكين والحرات لتحويلها إلى متنزهات سياحية، وذلك بعد استكمال تهيئتها بكافة الخدمات اللازمة وفق ضوابط وأسلوب علمي دقيق. يذكر أن أهالي محافظة العيص تم إجلاؤهم عنها في 19 مايو (أيار) الماضي، بناء على توجيهات رسمية، بعد أن بلغت إحدى الهزات 5.39 درجة على مقياس ريختر، وأجرت الجهات الرسمية وقت حدوثها خطة لإخلاء الأهالي بين المدينةالمنورة ومحافظة ينبع مع تقديم الإعاشة المناسبة والسكن، لتنفيذ خطط الطوارئ المعدة من جانب الدولة، وعاد سكان العيص لمحافظتهم قبل أكثر من عامين بتوجيهات رسمية بعد زوال الخطر.