10.1 تريليونات قيمة سوق الأوراق المالية    1% انخفاضا بأسعار الفائدة خلال 2024    تستضيفه السعودية وينطلق اليوم.. وزراء الأمن السيبراني العرب يناقشون الإستراتيجية والتمارين المشتركة    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    البرهان يستقبل نائب وزير الخارجية    كاساس: دفاع اليمن صعب المباراة    قدام.. كلنا معاك يا «الأخضر»    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    إحالة ممارسين صحيين للجهات المختصة    جواز السفر السعودي.. تطورات ومراحل تاريخية    حوار «بين ثقافتين» يستعرض إبداعات سعودية عراقية    5 منعطفات مؤثرة في مسيرة «الطفل المعجزة» ذي ال 64 عاماً    التحذير من منتحلي المؤسسات الخيرية    لمن القرن ال21.. أمريكا أم الصين؟    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    استشهاد العشرات في غزة.. قوات الاحتلال تستهدف المستشفيات والمنازل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مترو الرياض    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    مشاهدة المباريات ضمن فعاليات شتاء طنطورة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    الأمير فيصل بن سلمان يوجه بإطلاق اسم «عبد الله النعيم» على القاعة الثقافية بمكتبة الملك فهد    جمعية المودة تُطلق استراتيجية 2030 وخطة تنفيذية تُبرز تجربة الأسرة السعودية    نائب أمير الشرقية يفتتح المبنى الجديد لبلدية القطيف ويقيم مأدبة غداء لأهالي المحافظة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    المملكة ترحب بتبني الأمم المتحدة قراراً بشأن فلسطين    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رفاعي طه: شباب «القاعدة» مجاهدون وقتل السادات كان صائباً ومرسي سيطبق حكم الله
نشر في الحياة يوم 08 - 11 - 2012

لم يكن من الممكن تصور لقاء رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق الشيخ رفاعي طه في مكتب تابع للجماعة في ضاحية الجيزة، بعد أن ظل مطارداً لما يقرب من 3 عقود وسجيناً لعقد رابع.
طه، الذي قاد العمل المسلح ضد نظام حسني مبارك في حقبتي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، يرفض إقدام أي تيار على عمل جهادي ضد نظام الرئيس محمد مرسي، لأنه يسعى إلى «إقامة حكم الله في الأرض»، ويرفض العمليات التي قام بها مسلحون أخيراً في سيناء، ولا يقبل تسميتهم «جهاديين».
وأكد رفاعي طه في حوار شامل مع «الحياة»، تمسكَ الحركة الإسلامية بتطبيق الشريعة والحدود الإسلامية «لأن فيها كل الخير للمسلمين». وطرح الاحتكام إلى علماء الأزهر في الخلاف بين الإسلاميين والليبراليين.
ورأى طه أن وجود علاقات بين مصر وإسرائيل «أمر غير طبيعي»، داعياً إلى استفتاء شعبي حول هذه العلاقة.
وأثنى كثيراً على زعيم تنظيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن، الذي روى أنه تحدث معه عن تنفيذ عملية ضد الولايات المتحدة لإجبارها على إطلاق أمير الجماعة عمر عبد الرحمن، وأن بن لادن قَبِل، على ألاّ تستهدف العمليةُ السعوديةَ واليمن.
واعتبر طه أن شباب القاعدة مجاهدون، وأن زعيمها الحالي الدكتور أيمن الظواهري يستحق التكريم من الرئيس محمد مرسي والعودة إلى مصر.
وقال إن قرار قتل الرئيس الراحل أنور السادات كان صحيحاً، وأن سجن الرئيس المخلوع حسني مبارك أفضل من قتله.
وروى طه أن الاستخبارات السورية أوقفته في العام 2001 بعد أن وشت به الاستخبارات الأميركية إثر رصد مكالمة هاتفية أجراها من سورية بزوجته في إيران وأبلغها فيها برقم هاتف للاتصال به عند الضرورة، وبعدها ب 7 ساعات قُبض عليه وسلمته السلطات السورية إلى مصر.
وسافر طه إلى أفغانستان أيام الجهاد الأفغاني، وإلى السودان واليمن ودول عدة، وهو من مؤسسي الجماعة الإسلامية، وتولى رئاسة جناحها العسكري ومجلس شوراها لسنوات، حتى أصدرت الجماعة «مراجعاتها» الفكرية، التي رفضها واستقال من رئاسة مجلس الشورى.
أُطلق سراح طه قبل أسابيع على ذمة قضايا عدة محكوم فيها بالإعدام.
وهنا نص الحوار معه:
كيف ترى الحديث عن تنامي الإرهاب في سيناء وزيادة نشاط الجماعات المسلحة ضد الدولة؟
- أي عمل يعوق المشروع الإسلامي القائم الآن في مصر هو عمل مرفوض، ونود من كل الإسلاميين أن يحتشدوا خلف الرئيس مرسي لإتمام المشروع الإسلامي الذي كنا نحلم به منذ أمد بعيد. أنصح كل مَن له رؤية مخالفة للسيد الرئيس في هذه المرحلة أن يعضده ويقف خلفه، حتى ننجح جميعاً في إقامة دين الله تبارك وتعالى في الأرض، فالرئيس مرسي ابن من أبناء الحركة الإسلامية ويجب دعمه، وأي عمل يصب في غير هذه الحالة مرفوض.
هل يمكن قادة الجماعة الإسلامية ممارسة دور في ثني الجهاديين عن رفع السلاح؟
- لا أريد أن أقول إن العمل الذي تم في سيناء قام به جهاديون، كل المعلومات التي تلقيتها في هذا الأمر تلقيتها من الإعلام، لم يقل لي أحد مِن الذين يعرفون هؤلاء الناس أنهم جهاديون أو غير جهاديين، لكن يبقى أن هذا العمل مرفوض، سواء قام به جهاديون أم غير جهاديين. حتى لو قام به أناس في الإخوان أنفسهم فهو مرفوض، ودور الجماعة في هذه المرحلة يجب أن يكون توعية جماهير الشعب المصري وأبناء الحركة الإسلامية قاطبة إلى أن دورنا الآن هو الوقوف مع مرسي حتى نتم المشروع الإسلامي.
نتابع الأخبار عن ضبط خلية في مدينة نصر، هل يمكن أن يعود العمل الجهادي في مصر؟
- لا أتلقى أخباراً من الجرائد، وأعتبرها أخباراً غير مسندة. أعتبر أن الأمن المصري ما زال يتعامل بالأسلوب القديم نفسه، في أنه يخرج أحداثاً يملأ بها الإعلام ثم يثبت بعد ذلك كذب الإعلام، فما دام ليس عندي يقين بشيء لا أستطيع التحدث في مثل هذه القضية. أَصْدُقُك القول بأني لا أعلم شيئاً عن هذه القضية إلا من الجرائد، لكن أن يكون هناك عمل جهادي في مصر في هذه المرحلة فهو مرفوض، ما دامت هناك فرصة لإقامة دين الله في الأرض. ليس هناك أبداً ما يوجب الجهاد في هذه المرحلة، فعندما جاهدنا، جاهدنا ثلةً مستبدة، حتى أنها لم تكن تحترم قوانينها. نظاما مبارك والسادات من قبل كانا يصنعان قوانين، فإذا أتت هذه القوانين بمساحة ولو ضعيفة جداً من الإسلاميين كانا يقاومان هذه المساحة ويزوّران الانتخابات ويمنعان تأسيس أي حزب على أسس إسلامية أو حتى غير إسلامية. إذن الموقف من نظامي مبارك والسادات يختلف تماماً عن الموقف من نظام مرسي، الذي يجب أن تترك له فرصة كي ينفذ برنامجه.
هناك خلاف محتدم بين الإسلاميين والليبراليين على تطبيق الشريعة الإسلامية وكيفية النص في الدستور على هذا الأمر. هل توافق على التطبيق التدريجي للشريعة؟
- التطبيق التدريجي لشريعة الله ليس بمعنى أن يطبَّق جزء ويترك جزء، ولكن بمعنى أن يهيَّأ الشعب لاستقبال الشريعة، من باب أن يوضح للمسلمين أن هذه الشريعة هي الخير كله، وأنّ لا ضررَ فيها على المسلمين، وأن كثيراً من الناس يتقولون على الشريعة ما لا يعرفون، فيقولون للشعب المصري إن هذه الشريعة ستأتي بالجلد والرجم وما إلى ذلك، دون أن يوضحوا للناس أن هذه حدود الله التي أقامها لإصلاح الناس، وأن الله عز وجل الذي خلق الأنفُس هو العالِم بما يُصلح هذه الأنفس. ويجب على الليبراليين والعلمانيين قبل أن يتصدَّوْا لوجوب إقامة الشريعة أن يقرأوا عنها ويرجعوا إلى علماء الأمة المعتبَرين والمحايدين. إذا كانوا يعتبرون علماء الحركة الإسلامية منحازين إلى فكرة ما فليذهبوا إلى علماء الأزهر، وهم يعتبرونهم علماء غير أصوليين أو غير متطرفين، لكن أن يتصدوا لشريعة هم لم يعلموا عنها شيئاً، فهذا شيء غريب. ننصحهم كإخوة مسلمين أن يقرأوا دين الله قبل أن يتصدوا له.
هناك من يقلل من مسألة الحدود ويقول بتطبيقها في أضيق نطاق؟
- نحن ليس في ديننا ما نتنصل منه، الحدود شيء أقره الله عز وجل وأقره لإصلاح الناس. أستغرب أن البعض يدافع عن اللص قبل أن يدافع عن المجني عليه، يسترخص أن يُسرق مال الرجل أو يُعتدى على عرضه أو يُقتل ثم يبحث لماذا تُقطع يد السارق. الشريعة راعت التوازن وراعت مصلحة الجاني والمجنيّ عليه في آن، والشريعة الإسلامية تنصف المظلوم حتى لو كان غيرَ مسلم، فلماذا كل هذا التشنيع على الشريعة.
القتال في ليبيا
من أدبيات الجماعات الجهادية أن الممتنع عن إقامة شرع الله يُقتل؟
- القتل أو القتال مسألة، كما يقولون آخر الدواء الكي. مسألة القتل والقتال هذه للمعاندين المرتدين عن دين الله، عندما قتل القذافي في ليبيا لأنه أصر على أن يقاتل الثوار والشعب المصري في ليبيا إلى آخر لحظة، لكن إذا كان الأمر حواراً ونقاشاً، فلماذا القتل والقتال؟ الرسول لم يلجأ إلى قتال أعدائه إلا بعد مراحل كثيرة من الحوار والدعوة وهذا منهج الله في الأرض. القتال لا يكون إلا بعد الدعوة، وأن يعلموا أنهم على باطل ثم يأتي القتال، ليس كل من يمنع شريعة من الشرائع يجب قتاله من قبل دعوة إلى الله، ويجب أن يعلم أن ما عليه هو فساد في الأرض.
إذا ما استمرت الأزمة، هل تقبل الاحتكام إلى الشعب وما يقبل به تقبلون؟
- نعتقد ابتداء أن الشعب المصري شعب مسلم ينحاز إلى شريعة الله عز وجل، وهو لن يرتضي بديلاً لإقامة الشريعة، والشواهد كثيرة، فالشعب انحاز للحركة الإسلامية في معركة الرئاسة على رغم كل الحشد الذي حشده أنصار النظام السابق، ولا أستغرب العدد الذي حصل عليه احمد شفيق، إذ لا يعقل أبداً أن النظام المصري طوال 42 عاماً (11 عاماً للسادات و30 عاماً لمبارك) لم يكسب 12 مليون مصري.
من أدبيات الجماعات الجهادية، ومنها الجماعة الإسلامية، أن الولايات المتحدة دولة معتدية، فهل تقبل بعلاقات معها بحكم الضرورة؟
- أنا لا أقول بحكم الضرورة، مصر دولة موجودة في المنطقة ويفترض أن تكون دولة كبرى بحكم مقدراتها وموقعها، ولها أن تكون على علاقات مع الجميع شرط أن تكون هناك نِدِّيّة ومصالح متبادلة. وأنا أتصور أن مصر بعد الثورة لن يستطيع أحد أن يملي عليها رؤيته، وأعتقد أن الشعب المصري لن يقبل أن يكون رأي رئيسه تابعاً للولايات المتحدة أو لأي دولة أخرى. العلاقات يمكن أن تكون مع أميركا أو غيرها على أساس المصالح المتبادلة، فأميركا دولة كبرى لا يمكن تجاهلها، لكن لا يمكن السماح لها بالعدوان على المصالح المصرية، وكل عدوان تمارسه أميركا يقتضي الرد.
وبالنسبة إلى إسرائيل؟
- أيضا إسرائيل يجب أن تواجه بالرد، إسرائيل دولة محتلة، كيان محتل لفلسطين وتجب مقاومتها وجهادها حتى تحرر كل فلسطين.
وما رأيك في العلاقات الديبلوماسية معها؟
- العلاقات الديبلوماسية والسياسية مع إسرائيل كانت نتاج نظام متعفن سقط بفضل الله، وسيأتي اليوم الذي تصحح فيه هذه العلاقة بحكم الله. وجود علاقة بين مصر والكيان الصهيوني أمر غير طبيعي وغير صحيح، لكن ليس من المعقول أن يُطالَب مرسي اليوم بقطع العلاقات مع إسرائيل أو غيرها من الدول التي تعادي الدول العربية والإسلامية، فأمامه مشاكل كبيرة جداً، أمامه دولة يجب بناؤها وتقويتها.
كيف رأيت رسالة مرسي إلى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز وما فيها من عبارات ودية؟
- لم أقرأها، لكن هذا تحصيل حاصل من وجود علاقة. مصر متورطة في علاقة مع اليهود ولهم سفارة في قلب مصر، ثم نقول إن الرئيس أرسل رسالة إلى فلان. أعتقد أن المسألة تصيُّدٌ للأشياء أكثر منها رصدٌ لحقيقة الأمر. هل الشعب المصري يقبل بالعلاقة مع الكيان الصهيوني، هل الشعب يريد قطع العلاقة يوما ما؟ هذا سؤال يوجَّه للشعب المصري ولا يوجه للرئيس.
دعنا نعد إلى الماضي لنتعرف إلى قصة تأسيسك مع أسامة بن لادن وأيمن الظواهري «الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين».
- أسأل الله أن يرحم أخانا الشيخ أسامة بن لادن وأن يتقبله عنده من الشهداء وأن يردّ إلينا أخانا أيمن الظواهري سالماً غانماً، لكن مسألة أني شاركت من قبل في ما يسمى «الجبهة الإسلامية العالمية» أمر غير صحيح. هذه الجبهة كانت تضم «القاعدة» و«جماعة الجهاد» المصرية التي كان يتزعمها الظواهري، وبعضَ علماء باكستان وأفغانستان، لكن الجماعة لم تدخل هذه الجبهة ولم تكن طرفاً فيها ولم ندع أصلاً لها.
معروف أنك وقّعت على بيان تأسيس الجبهة أثناء توليك رئاسة مجلس شورى الجماعة؟
- الذي تسبب في هذا اللغط المتداول حتى الآن أن هناك أخاً اسمه أبو حفص المصري اتصل بي وطلب مني أن أوقّع على بيان بنصرة الشعب العراقي في فترة حكم صدام وأثناء الهجمات الجوية التي كانت تقوم بها أميركا على الشعب العراقي بعد تحرير الكويت. في هذه المرحلة كنا نصدر بيانات لمهاجمة الولايات المتحدة لضربها العراق، وطلب مني أبو حفص أن نصدر بياناً مشتركاً نهدد فيه الولايات المتحدة لأنها تضرب الشعب العراقي، فقلت نحن نصدر بيانات كثيرة ولا بأس أن نوقّع معكم، لكن دعني أتشاور مع الإخوة المسؤولين في الجماعة، وتم التشاور، وقلنا هذا بيان مثل أي بيان، نوقعه، لكن علِمْنا بعد ذلك أن المسألة لم تكن توقيعاً لبيان ولكن تأسيساً للجبهة العالمية، فاتصلت على الفور بأبي حفص وقلت له إنّ هذا لم يحدث، وأرجو أن تكذبوه بدلاً من أن نكذبه نحن، فقال إن الإخوة يرون أن يستندوا إليكم، والجماعة الإسلامية لها صدقية، ولو كذبنا الأمر سيكون إضعافاً للجبهة، فقلت له هذا شأنكم، وطالما لم نوقع يجب أن تعلنوا تكذيبكم هذه المسألة، والأفضل أن تقولوا أنتم ذلك ولا نقوله نحن، قال أعرضُ الأمر على الإخوة. واستمر الأمر يومين أو ثلاثة ولم يصدروا أي بيان، فاجتمعنا وقررنا أن نقول نحن لسنا أعضاء في الجبهة، ولكن مراعاةً لعلاقة الود رأينا أن يكون ذلك في أخف حدود ممكنة. واتفقنا على طرح 3 أسئلة، على أن تنشر إجاباتها في موقع «مرابطون» لنفي موضوع الانضمام للجبهة، وهو ما تم بالفعل.
عرفت بن لادن لسنوات، كيف استقبلت نبأ مقتله؟
- استشهاد بن لادن خسارة للأمة الإسلامية، وهذا كان متوقعاً، كان يواجه العالم أجمع، وتعاضدت ضده كل قوى الشر، وقفت في وجهه كل استخبارات العالم وكل الدول كانت تريد رأس بن لادن، خبر استشهاده كان متوقعاً. وقلت إنا لله وإنا إليه راجعون، نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة، فقد قدّم لدينه الكثير.
كيف نمت علاقتك ببن لادن؟ وما أغرب مواقفك معه؟
- كل من يعرف بن لادن يجب أن يحبه، هو رجل مخلص لدينه، رجل ارتضى حياة الفقراء والمساكين وترك حياة القصور، وكان زاهداً زهداً لم أره على أحد ممن عرفت. كان رجلاً متواضعاً لأقصى درجة، حتى أن من يجالسه يتصور نفسه أنه أفضل منه من كثرة تواضعه. أطول فترة عشتها معه كانت في السودان، وكنا نتزاور كثيراً جداً في التسعينات، إلى أن قُبض عليّ في العام 2001. كنا نتزاور ونتقابل ونتحاور، وبيني وبينه ود كثير.
والمواقف مع بن لادن كثيرة جداً، وعلى رغم ما أشيع عن أنه كان يريد توجيه ضربات لليمن والسعودية، كان رأيه خلاف ذلك. كنا نحن في الخارج نريد أن نقوم بعمل ما ضد الولايات المتحدة من أجل فك أسر الشيخ عمر عبد الرحمن، هو قال أنا لا مانع عندي في ذلك، إلا أنني أرجو ألاّ يكون هناك عمل في الدول العربية، وخصوصاً اليمن والسعودية، فاستغربت، وقلت له كيف تقول ذلك وأنت تواجه الأميركان؟ فقال إن الحفاظ على الأمن والاستقرار في السعودية واليمن خصوصاً والدول العربية أمر يخدم الدين وطبيعة المعركة مع الولايات المتحدة.
عرفت أيمن الظواهري، وهناك حديث الآن عن أنه يبحث عن موطئ قدم في مصر، هل تعتقد أن الظواهري يسعى لتأسيس ذراع ل «القاعدة» في مصر؟
- لا أعتقد ذلك. هو رجل عاقل ورجل سياسة ورجل رزين، وأتصور أنه يدعم الحركة الإسلامية في مصر ويدعم التوجه الإسلامي الحالي الموجود فيها، ولا أتصور أنه يدعو إلى أي عمل جهادي الآن في مصر، أعرف خلقه ودينه وفهمه طبيعة المعركة مع أعداء الله، لا يمكن أن يعتقد أن مرسي رجل تجب مجاهدته.
في ثنايا كلامك دعوة إلى عودة الظواهري إلى مصر؟
- لو كنت مكان الرئيس مرسي لوافقت على إعادته إلى مصر والتمتع بأرضه وبلده وحمايته، لأنه في النهاية مواطن مصري وابن بار من أبناء الحركة الإسلامية. كان عداؤه كعداء أي فرد للولايات المتحدة الأميركية، هي عدو رئيسي للمسلمين، والظواهري لا يوجه أي عداء لحركة الإخوان ولا لأي حركة إسلامية ولا لرئيس مسلم، فلماذا لا يعود أيمن الظواهري إلى مصر؟
مصر بلد الظواهري
وهل يقبل الظواهري أن يعود ويلقي السلاح؟ وهل تتحمل مصر تبعات هذه العودة؟
- وهل يرفض أحد العودة إلى بلده، أرى أن يُسمح بعودته، بل أقول أكثر من ذلك، أن يُكرّم أيمن الظواهري ويعود إلى بلده. ما الذي فعله الظواهري لمصر سوى أنه جاهد الأميركان واليهود؟
ولكن الربيع العربي أثبت فشل نهج «القاعدة» العنيف؟
- هذه كلمة يدور حولها الكثير، الربيع العربي ثورة شعب. عندما نجح العقلاء في الجيش المصري أن ينحازوا للشعب نجحت ثورة الشعب وأصبحت في مجموعها ثورة سلمية، ولكن عندما أغلق الجبناء من جيش القذافي وجيش بشار عقولهم وأرادوا أن يوجهوا رصاصتهم لشعبهم في ليبيا وسورية، تحول الربيع العربي في ليبيا وسورية إلى دماء. القصة ليست في الشعب العربي أو فكر «القاعدة» أو غيرها. «القاعدة» شباب مجاهدون مسلمون أرادوا أن يعيشوا في أوطانهم بحكم الله عز وجل وحِيلَ بينهم وبين ذلك، فتصدوا لأعداء الله، مثلما حدث في ليبيا ومثلما يحدث في سورية، القصة ليست في هؤلاء، القصة في الحكام الذين يحكمون شعوبهم بالحديد والنار.
هناك روايات متضاربة عن القبض عليك في سورية، ما ملابسات الأمر؟
- قُبض عليّ بمعرفة الاستخبارات الأميركية المتواطئة مع الاستخبارات السورية، إذ أبلغت الاستخبارات الأميركيةُ السوريةَ إثر مكالمة لي مع زوجتي التُقطت لأنه كان لي بصمة صوت عند الأميركان.
لماذا ذهبت لسورية على رغم عداء النظام للإسلاميين؟
- كنت أذهب إلى سورية كمحطة انتقال إلى الدول العربية، ولم أكن أتحرك باسمي، كنت أتحرك بأسماء مستعارة، ولم أكن أخاف أن يُعرف اسمي، لو كنت أتحرك باسمي الحقيقي لكان قبض عليّ قبلها بكثير، كنت آمَنُ على نفسي لأني أتحرك باسم مستعار، ولكن في هذه المرة للأسف أخطأت خطأ قاتلاً، وهو أنني بدلاً من أن أتكلم من الشارع وألاّ أذكر رقم هاتفي، قَدَّرَ الله أن حدثْتُ زوجتي التي كانت في إيران وذكرت رقم الهاتف كي تتصل بي عند الضرورة، فالتقطته الاستخبارات الأميركية وقُبض علي بعدها ب 7 ساعات.
هناك رواية بأن الاستخبارات السودانية وشت بك إرضاء لنظام مبارك؟
- لا، لا، السودان لم يكن يعرف أني دخلت سورية، لأني كنت أتحرك بجوازات سودانية عدة لم تكن الحكومة السودانية تعرف أني دخلت أراضيها وخرجت.
كيف كانت علاقتكم بالنظام السوداني؟
- كانت لنا علاقات بالجبهة الإسلامية القومية في السودان قبل أن ينجح البشير في انقلابه، وقبل أن يستقر الأمر للبشير خرجنا من السودان ثم عدنا إليه بعد ذلك، كانت هناك علاقة ببعض رموز الجبهة في السودان من دون أن تكون هناك علاقة مباشرة مع الحكومة، لأنهم كانوا لا يريدون أن تكون هناك علاقات رسمية بين الحكومة السودانية والجماعة الإسلامية التي تعادي نظام مبارك، وهم كانوا يخشون من بطش نظام مبارك.
كم مرة حاولتم اغتيال مبارك؟
- مرات كثيرة، لكن أشهرها في أديس أبابا وسيدي براني ومحاولة المنصة الشهيرة التي كان يفترض أن يقتل فيها مع السادات.
كنتم تستهدفون المنصة كلها؟
- كنا نستهدف كل المنصة، لأن الهدف كان إقامة دولة إسلامية في هذه المرحلة بقيام ثورة شعبية بعد قتل القيادات التي كانت موجودة في المنصة وإحداث فراغ في الحكم تستطيع معه الثورة الشعبية أن تنطلق، لكن الخطة لم تنجح كاملة وقُتل السادات وحده.
هل أنتم نادمون على نجاة مبارك وقتل السادات؟
- بالنسبة إلى مبارك حبسه كان أفضل من قتله، قتله كان سيصنع منه بطلاً شهيداً، لكن حبسه وشعوره بهذه الذلة والمهانة أفضل كثيراً من أن يقتل.
أما السادات، فالجماعة ترى في مجملها أن قتله في حينه كان حدثاً صحيحاً. معظم السياسيين في المرحلة التي قتل فيها السادات كان يقرر ذلك، كثير من الكتاب كانوا يمتدحون قتل السادات وكثير من الدول العربية امتدحته. سعد الدين الشاذلي (رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق)، وهو رجل نحبه ونوقره ونذكر جهاده، إلا أنه قال كذبة كبرى سمعتها، ادعى أن قتل السادات كان بتوجيه منه، وأن خالد الإسلامبولي كان ضن مجموعته الخاصة، وأن أحداث أسيوط كانت ضمن مجموعات أخرى تابعة له، هو قال ذلك في الإذاعة الليبية، وأَشْهَدَ الله على ذلك، وهذا ليس له أصل من الحقيقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.