كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن الولاياتالمتحدة تطالب إسرائيل ب «وديعة» تتضمن تعهداً بتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 لمدة عام بداعي أن من شأنها إقناع الفلسطينيين باستئناف المفاوضات، والدول العربية المعتدلة باتخاذ خطوات نحو تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية. وأشارت الصحيفة إلى أن الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل طلب «الوديعة» من إسرائيل خلال لقاءاته الأسبوع الماضي مع رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك لاعتقاده أن من شأن الحصول عليها أن يكسر الجمود في العملية السياسية «ويغير الموقف السلبي للدول العربية» من الطلب الأميركي – الإسرائيلي ببادرات تطبيع مع إسرائيل. وبحسب الصحيفة، سوّغ ميتشل طلبه برفض الدول العربية اتخاذ أي لفتة طيبة تجاه إسرائيل قبل أن تتيقن تماماً من تجميد البناء في المستوطنات، وعليه فإنه في حاجة إلى «وديعة» بصيغة موافقة إسرائيلية على تجميد موقت للبناء من أجل الحصول على «وديعة» تشمل تنازلات عربية مماثلة. 3 تحفظات اسرائيلية ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي إسرائيلي كبير قوله إن نتانياهو وباراك لم يرفضا طلب ميتشل، لكن ثمة خلافات في الرأي في شأن مضمون الوديعة تتعلق بثلاث نقاط: الأولى مدة التجميد، إذ تبدي إسرائيل استعداداً لتجميد البناء لنصف عام فقط على الأكثر، والثانية مطالبة إسرائيل بتعهد أميركي مسبق وواضح ببلورة تفاهمات جديدة في شأن البناء في المستوطنات مع انتهاء فترة التجميد على غرار التفاهمات التي تقول إنها أنجزت في السابق مع الإدارة الأميركية السابقة وتقضي بمواصلة البناء ضمن «خط البناء» في الكتل الاستيطانية الكبرى. وتتعلق نقطة الخلاف الثالثة بمصير بناء نحو 2500 وحدة سكنية قيد الإنشاء إذ تطالب إسرائيل بتمكينها من مواصلة بنائها، لكن تسعى الولاياتالمتحدة الى تقليص عدد هذه الوحدات السكنية. وتابعت أن إسرائيل والولاياتالمتحدة ستواصلان في الأسابيع المقبلة التفاوض على «الوديعة» من دون أن تستبعد التوصل إلى صيغة توافقية خلال لقاء نتانياهو مع ميتشل المرتقب في لندن في 26 الشهر الجاري خلال زيارة الأول لندن. باراك من جهته، رفض باراك تأكيد الخبر أو نفيه، واكتفى بالقول للإذاعة العامة إن «الحكومة الإسرائيلية والمجلس الوزاري المصغر يناقشان قضية الاستيطان بإمعان وجدية تامة وبمسؤولية»، مضيفاً أن التفاوض مع الأميركيين في هذا الشأن «جدي، والأميركيون يعرفون ماذا نريد، ونحن أيضاً نعرف مطالبهم». وأضاف ان ثمة محاولة للتوصل إلى تفاهمات «لكن أريد أن أقول إن هذه المسألة تأتي في سياق خطة أوسع لتسوية إقليمية شاملة بموجب رؤية الرئيس باراك اوباما». وزاد أن الخطة تتطرق إلى الجهود للتقدم على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي «وإبقاء الباب مفتوحاً أمام مفاوضات محتملة مع سورية ولبنان على المدى البعيد»، مكرراً الشروط الإسرائيلية لاتفاق مع الفلسطينيين تشمل ترتيبات أمنية واضحة «ومعارضة عودة اللاجئين وإنهاء النزاع والمطالب من الطرفين بعد التوصل إلى التسوية الدائمة». وكان باراك أبلغ لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الأسبوع الجاري ان إدارة اوباما تجري محادثات مع جميع الأطراف في الشرق الأوسط في إطار سعيها الى بلورة خطة سلام إقليمية ستطرحها خلال وقت قريب. وأضاف أنه يتعين على اسرائيل ان تحرص على التنسيق مع الإدارة الأميركية «كي تؤثر في مضمون خطة السلام قدر المستطاع». ورأى انه عندما تتم بلورة المبادرة وتطرح «أعتقد أنه يتوجب علينا ان نأخذ الأمر بجدية متناهية ونعتبره فرصة للانضمام إليها من خلال المحافظة على مصالح إسرائيل الأمنية».