اعتبر رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، أن «غالبية الساسة والناخبين في أوروبا» يأملون ب «فوز الرئيس باراك اوباما» في انتخابات الرئاسة الأميركية، فيما أفادت دراسة بأن غالبية الأميركيين اليهود المقيمين في إسرائيل سيصوتون للمرشح الجمهوري ميت رومني. وقال شولتز، وهو اشتراكي ديموقراطي ألماني، إن «جزءاً كبيراً من الناس في العواصم الأوروبية، وفي بروكسيل (مقرّ الاتحاد الأوروبي)، يرغبون بولاية ثانية لأوباما، لأنه أكثر قرباً من رومني إلى القيم الأوروبية». وأشار إلى تشابه القيم في السياسة الاجتماعية والتأمين الصحي، بين الأوروبيين واوباما، فيما يبدو رومني «والمتدينون المتشددون الذين يساندونه، بعيدين من القناعات الأوروبية». لكنه أقرّ بأن أوروبا والسياسة الدولية في شكل عام، أديا دوراً ضعيفاً جداً في الانتخابات الأميركية، مشيراً إلى أن أوروبا لم تعد تعتبر العلاقات بين جانبي الأطلسي الأكثرَ أهمية. وكان استطلاع للرأي أعدته مؤسسة «جرمان مارشال فاند» الأميركية، التي تعمل على تحسين العلاقات بين جانبي الأطلسي ونُشرت نتائجه في حزيران (يونيو) الماضي، أظهر أن 75 في المئة من سكان الاتحاد الأوروبي سيصوتون لأوباما، إذا أُتيحت لهم المشاركة في الاقتراع، في مقابل 8 في المئة لرومني. تزامن ذلك مع إعلان صحف أوروبية مساندتها الرئيس الديموقراطي، على رغم إقرارها بأنه خسر من وهجه، ولم يحقق إنجازات كثيرة خلال ولايته. وكتبت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية: «في حملة عزفت عن المخاطرة وهيمن عليها المستشارون السياسيون، عرض الرجلان (أوباما ورومني) فقراً في الطموح». وذكّرت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية بأن انتخاب أوباما عام 2008، كان «لحظة اميركية مذهلة»، مضيفة في افتتاحية: «سجله ليس كاملاً بالتأكيد، لكنه فعل مثلما يتوقع أي فرد، في شكل منطقي». أما صحيفة «ذي تايمز» البريطانية، فرأت أن المرشح الجمهوري أثبت أنه قدير وجدير بالثقة، مضيفة أن «أوباما خسر الحملة، وفي سجله ثغرات، لكنه فعل ما يكفي للفوز بولاية ثانية». ووصفت صحيفة «لوموند» الفرنسية أوباما بأنه رئيس «ليس متألقاً دوماً، لكنه صلب»، فيما أعلنت صحيفة «إلباييس» الإسبانية تأييدها له، بسبب المثل التي يؤمن بها. أميركيو إسرائيل في غضون ذلك، أفادت دراسة أعدتها منظمة «آي فوت إسرائيل» بأن 85 في المئة من الأميركيين المقيمين في الدولة العبرية، سيصوتون لرومني. لكن هيئة ديموقراطيي إسرائيل اعتبرت الدراسة متحيزة وغير علمية. وقالت باولا ماركوفيتش، وهي أميركية مقيمة في إسرائيل: «آمل وأصلي لفوز رومني، وليفعل ما قال انه سيفعله. أوباما ليس جيداً بالنسبة إلى إسرائيل، ولا لليهود، ولا لأميركا». وكان يهود الولاياتالمتحدة التي يميلون تقليدياً للحزب الديموقراطي، صوتوا لأوباما بنسبة 78 في المئة، عام 2008. لكن استطلاعات رجحت أن يخسر الرئيس الأميركي 10 في المئة من تلك النسبة. في السياق ذاته، أوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يؤيد صديقه رومني، يخشى فوز أوباما بولاية ثانية، إذ يرجّح أن يعمد الأخير اذا احتفظ بمنصبه، إلى «الانتقام منه» ومساندة خصومه في الانتخابات النيابية الإسرائيلية المقررة الشهر المقبل. وأشارت إلى أن مقربين من أوباما يتهمون نتانياهو بالتدخل «في شكل فظّ» في الانتخابات الأميركية، لافتة إلى أن مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي يخشون أن يوجّه أوباما انتقادات علنية لنتانياهو خلال حملته الانتخابية.