نيروبي - «نشرة واشنطن» - افتتح رئيس الوزراء الكيني رايلا أودينغا رسمياً، لقاءات المجتمع الأهلي والقطاع الخاص ضمن «منتدى أغوا الثامن» في عاصمة بلده نيروبي، بدعوة أفريقيا إلى ان «تزيد تبادلها التجاري كمخرج من الأزمة الاقتصادية العالمية». وقال في خطاب افتتح به جلسات المنتدى الذي ضم وزراء أفارقة: «بالنسبة إلى أفريقيا، يمثّل الركود الاقتصادي تحدياً خاصاً لأنه يفاقم أزماتنا في مجالات المياه والغذاء والطاقة»، ويعيق النمو والتنمية الاقتصادية في المدى البعيد. وأضاف: «بالنسبة إلى عشرات الملايين من سكان القارة، يمكن لمجرد انخفاض طفيف في الدخل ان يدفع بهم إلى حافة الهاوية». ولفت الى «فرص هائلة» ممكنة على رغم صعوبة الزمن الحالي، كما دعا إلى اتباع طرق جديدة لمجابهة مشاكل «تتعذر معالجتها من خلال جهود تقليدية». وزاد: «كل الأفارقة متفقون في الرأي: علينا بالتبادل التجاري كمخرج من هذه الأزمة». وأبلغ أودينغا الحضور في «مركز كينياتا للمؤتمرات»، ان الأفارقة «محظوظون جداً» لأن شريكتهم هي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في وقت يسعون إلى إيجاد سبل جديدة لمعالجة مشاكلهم الاقتصادية، مضيفاً ان واشنطن تدرس أفكاراً جديدة وأظهرت دعماً قوياً لأفريقيا. وتابع: «لم يسبق قط ان زار رئيس أميركي ووزير خارجيته القارة في هذا الوقت المبكر من ولايتهما». وأثنى على وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي وصلت نيروبي بعد إلقاء كلمته لحضور المنتدى في أول محطة من جولة أفريقية تاريخية لها تضم سبع دول. وذكّر ب «زمن سعينا فيه للحصول على معونة لسد احتياجاتنا من التنمية الاقتصادية»، لكن الأفارقة «يرون الآن في زيادة التبادل التجاري إقليمياً ودولياً حلا قابلاً للحياة، خصوصاً في ضوء الأزمة الاقتصادية العالمية وما أنتجت من انحسار الاستثمارات الدولية». ولفت إلى ان الأفارقة صاروا يتبنون التجارة «بحماسة متجددة» كسبيل لتحقيق نمو اقتصادي وتنمية بعيدة الأجل. وأشاد ب «قانون النمو وإتاحة الفرص الأفريقية» (أغوا) الذي صدر في الولاياتالمتحدة عام 2000 كبرنامج أفضليات تجارية لصالح استيراد بضائع أفريقية إلى السوق الأميركية، وكعامل مساعد، إلا ان الزعيم الأفريقي رأى ان من السابق لأوانه كثيراً الادعاء ان القانون المذكور تكلل بنجاح تام. وأهاب أودينغا بالأفارقة كي يزيدوا كمية صادراتهم من البضائع ويرفعوا جودتها على الصعيدين الإقليمي والدولي. وقال: «فقط عندها سيمكننا ان نصبح لاعبين عالميين ذوي أهمية سياسية واقتصادية وأن نستفيد إلى أقصى حد من الفرص التي يؤمّنها قانون أغوا». وأضاف: «عام 2008 استوردت الولاياتالمتحدة ملبوسات بقيمة 93 بليون دولار، لكن ما يساوي 11 بليوناً منها فقط كان أفريقي المنشأ». ورأى ان السبب هو ان الجزء الأكبر من الإنتاج الأفريقي مصدره مؤسسات إنتاج صغيرة أو متوسطة الحجم، تجد صعوبات في تلبية طلبيات كبيرة من الولاياتالمتحدة. ودعا الأفارقة إلى استصدار صيغتهم الخاصة من «قانون أغوا»، متسائلاً: «لماذا لا يمكن فتح حدود البلدان الأفريقية أمام التدفق الحر للبضائع والتجارة؟» واشار الى«ان انتقال أي شخص بين دول عدة في أوروبا، أسهل من انتقال رجل أعمال أفريقي من نيجيريا إلى كينيا». ولفت إلى ان السوق الأفريقية تضم 800 مليون مستهلك، «لكن إذا أغلقت الحدود أو أصبحت خاضعة لقيود مفرطة، لن يكون بمقدور رجال أعمال أفارقة ان يعقدوا صفقات أو يوسعوا عملياتهم وبالتالي سيتعذر على الاقتصادات الافريقية ان تنمو». وضم برنامج المنتدى ايضاً متحدثين من القطاع الخاص والمجتمع الأهلي والسفير الأميركي لدى كينيا مايكل رانيبيرغر. وبدأت أعماله الثلثاء الماضي واختتمت أمس.