يغلي الاتحاد على مرجل بطولة قارية «ضائعة»، على رغم «التخصص»، وسيغلي على «التأرجح» في منافسات بطولة محلية يعيش «ارتباكاً» في التعامل معها، خصوصاً بعد خسارة نجران أمس التي ستلقي بظلالها على الشارع الاتحادي، البعض سيلوم الإدارة، آخرون سيتهمون المدرب بأنه «جبان»، وربما يُغالي غيرهم ويتهم اللاعبين ب«الفشل» وأنهم بلغوا من العمر عتياً، وسينادي ب«التجديد»، واياً يكن سيتغير «المزاج العام» مع أول بطولة يحققها العميد وستعود الساحة إلى المربع الأول لتتحول الإدارة من «التائهة» إلى «المنقذة» والمدرب من «الجبان» إلى «الذكي» واللاعبون من «العواجيز» إلى «أصحاب الخبرة»... وهكذا تدور الدوائر. الساحة الرياضية مصابة ب«الزهايمر» فالنقاد «يلحسون» ما قالوه قبل أشهر ويقولون «عكسه»، والمحللون يقدمون مائدة من الحلوى التي تتحول إلى موالح، على رغم أن المكونات لم تتغير، ولكن تغير توقيت الطرح أما الجماهير فهي «غير ملومة» لأنها من فئة قيل عنها ل«العشاق فيما يعشقون مذاهب»، ومن حقهم أن يذرفوا الدموع على بطولة وينتقدوا لاعبيهم، ويهللوا لأخرى مشيدين باللاعبين أنفسهم. في الاتحاد مثلاً كان كانيدا قبل أيام المدرب الذي لا يشق له غبار، لكنه أصبح بعد ليلة وضحاها عقب مباراة الإياب المدرب الذي أضاع البطولة، بل إن مشجعاً اتحادياً قال بلا تردد «إنه لا يفقه في عالم التدريب». الأمر لا ينحصر على الاتحاد فهو دارج في الأندية كافة، أو ليس برودوم المميز هو من يتعرض للانتقاد الآن لدرجة أن مشجعاً شبابياً اتصل بي ليقول لي إن المدرب «أخذ في نفسه مقلب»، وأن الإدارة أخطأت عندما منحته «كل الصلاحيات»، على رغم أن هذا المشجع نفسه قال لي العام الماضي إن إدارة الشباب وفقت في التعامل ب«الطريقة الاحترافية» في إيكال المهام الفنية لبرودوم المتخصص، بل إنه قال حينها مديحاً للإدارة الشبابية وللمدرب برودوم ليس له مثيل. الحوادث كثيرة، ولو شئنا أن نعددها لعددناها، والأمر لا يندرج على المدربين أو اللاعبين بل حتى رؤساء الأندية والاتحادات والإداريين فهذا هو الأمير نواف بن فيصل الذي كانت الساحة تطالبه بالتخلي عن «اتحاد القدم»، أصبحت «تترحم» على الأيام التي كان فيها رئيساً لدرجة أن وليد الفراج قال في برنامج «أكشن يا دوري»: «الذين لم يكونوا يتحدثون في الاتحاد أصبح الآن لهم آراء وقرارات». [email protected] aljabarty@